+ A
A -
تتوالى الصفعات واللكمات واللطمات وهذه الأمة سادرة في غيها، وكأنها نامت نومة أهل الكهف، وتتوالى المؤشرات على تفشي الفساد وانعدام الشفافية، وتغلغل التخلف في مختلف نواحي حياتنا. يقال إن التشخيص نصف العلاج، والعلاج أن نبحث عن طريقة للـّحاق بركب المتقدمين، والوصفة سهلة: تتبعوا ما فعلوا وقلدوهم، ألم تقلدوهم في جميع سخافاتهم وشرورهم؟
نحن في مؤخرة الركب في أي مؤشر عن التقدم والتطور، وآخر هذه المؤشرات تصنيف «التايمز» البريطانية لأفضل مائة جامعة في العالم. احتلت «هارفارد» الأميركية المركز الأول للعام السادس على التوالي، ولم تكتف الولايات المتحدة بهذا المجد، بل احتلت جامعاتها نحو نصف العدد (43 جامعة من مائة)، يتخذ الترتيب معايير السمعة في البحث والتدريس على مستوى العالم، و «هارفارد» الأقدم في الولايات المتحدة فاز من خريجيها 45 بجائزة نوبل، وتولى خريجون من «هارفارد» مناصب سياسية واقتصادية وتعليمية رفيعة حول العالم، كما تتلقى الجامعة منحًا مالية أعلى من مؤسسات دراسية أخرى، وبلغ ما تلقته عام 2013 حوالي 1.5 مليار دولار.
لم يعد الأمر يتعلق باسم كل جامعة وسمعتها حول العالم فقط، بل بما تقدمه من تطور في التعليم والبحث، كما الحال بالنسبة إلى الجامعات البريطانية التي انخفض وجودها إلى 10 جامعات في التصنيف الحالي من 12 في 2015، وترتبط سمعة كل جامعة على مستوى العالم أيضًا بمدى ما تجذبه من مواهب دراسية واستثمارات سواء حكومية أو خاصة، وتهتم الجامعات على مستوى العالم بتطوير المناهج وأساليب التعليم، إضافة إلى كثافة الأبحاث ونقل المعرفة والابتكار والتكنولوجيا من أجل المساهمة في تعزيز قدرات الاقتصاد والمجتمع.
أوروبياً، ضمت القائمة لأول مرة ست جامعات ألمانية في القائمة، بينما فقدت الدنمارك وفنلندا مراكزهما، مقابل صعود للسويد بجامعتين للمرة الأولى منذ 2013. كذلك، حافظت فرنسا على تمثيلها بخمس جامعات.
في المقابل، ارتفع عدد الجامعات الآسيوية في القائمة إلى 18 جامعة. وبرزت جامعة طوكيو في المركز الـ12، وكذلك جامعتا تسينغهوا وبكين الصينيتان في المركزين الـ18 والـ21. وضمت القائمة خمس جامعات من طوكيو، وخمس جامعات أخرى من جميع أنحاء اليابان. ومن بين الجامعات الأخرى في آسيا برزت جامعتا سيول وهونغ كونغ في المرتبة 45.
أما العرب فلديهم أكثر من 400 جامعة لم يرد ذكر أي منها في القائمة، ولتكون اللطمة أقوى تحتل الجامعة العبرية بالقدس المرتبة 67، تليها جامعة «تخنيون» في حيفا بإسرائيل، وربما يعزينا أن القارة الإفريقية كلها لم يرد ذكر أي جامعة منها.
* مرت أمس الأول الذكرى 68 للنكبة، «ما أكثر النكبات حين تعدها» صارت حياتنا كلها نكبات.
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
16/05/2016
1252