+ A
A -
كان من المُتوقع أن تُقدِم بيونغ يانغ على إجراء تجربتها النووية السادسة والتي تمت صباح يوم الأحد الثالث من سبتمبر 2017 الجاري، لكن الأمر الجديد وغير المُتوقع هنا تمثّل في نوعية التجربة السادسةِ إياها. فالتجربة تَمّت هذه المرة على نوعٍ آخر من القنابل النووية، هو القنبلةِ الهيدروجينيةِ، حيث تُعتَبر القنبلة النووية التقليدية أمامها كصاعق تفجير لها. وبالتالي لنا أن نتصور مديات تأثير هذه القنبلة ومفعولها التدميري الشامل، ومدى الشوط الذي قطعته كوريا الشمالية في بناء وتجهيز عتادها النووي، والخبرات التكنولوجية والفنية العلمية الهائلة التي باتت تمتلكها في هذا الميدان.
المعلومات المؤكدة تقول إن فعالية التجربة النووية الأخيرة أقوى بعشرة أضعاف من آخر تجربة نووية أجرتها بيونغ يانغ. وقد تسببت كما أعلن المركز الصيني لرصد الزلازل عن توليد هزةٍ أرضيةٍ شدتها 46 درجة، بعد أقل من عشر دقائق من التفجير النووي، بينما أعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء عن زلزال شدته 6.3 درجة، ونسبه إلى انفجار محتمل في منجم كوري شمالي.
القنبلة الهيدروجينية، تنتج عن إندماج والتحام النوى الخفيفة لنظائر الهيدروجين المعروفة باسم الهيدروجين الثقيل أو الــ(التريتيوم)، والهيدروجين المتوسط أو الــ(الديتيريوم). عكس القنبلة النووية التقليدية التي تنتج عن انشطار النوى الكبيرة كنوى الــ(اليورانيوم 235).
وتُعتبر القنبلة الهيدروجينية النموذج الحي لتفاعلات الالتحام بين النوى الخفيفة ومنها نوى الهيدروجين على سطح الشمس، حيث يَصدُر الضوء الشمسي والطاقة الهائلة من على سطح الشمس نتيجة تلك التفاعلات النووية الناتجة عن التحام نوى الهيدروجين.
(يتبع)
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
05/09/2017
2129