+ A
A -
الفرصة غالبا ما تأتي متنكرة في صورة محنة أو هزيمة مؤقتة..أعجبتني هذه العبارة إلى حد بعيد.. لقد جاءتنا المحنة في صورة فرصة فتحررنا من التبعية التي اخترناها طوعا كنوع من الأدب لدولة مجاورة أساءت الأدب.. تحررنا من الشعور بالشفقة والعطف على دولة تستجدي العطاء لا من أجل شعبها بالتأكيد ولذا لم ولن ولا تستحق العطاء، ويقينا تحررنا من براءتنا وغفوتنا وغفلتنا، ورأينا الشياطين بعد أن تعبوا من لعب دور الملائكة يخلعون الاقنعة ويظهرون على حقيقتهم.. تكشفت الحقائق تباعا وشاهدنا وقرأنا عن الظلم والخديعة والغدر والكذب والاغتيالات والاختطافات التي تعرض لها أناس آلمنا ما حدث لهم، آلمنا وأوجعنا بحق.. ولم نكن لنسمع عنهم لولا تلك الفرصة «المحنة- المنحة».. خليجنا لم يعد واحدا.. ولم نعد شعبا واحدا.. ومصيره واحد حسب الشعارات والاغاني التي خدرونا بها طويلا.. حرصت القيادات الظالمة على تمزيق هذه الوحدة وبث الفرقة وزعزعة الثقة بيننا. قسمت شعوبها إلى قسمين.. فريقين.. الاقلية ابواق للباطل.. والاغلبية محايدين على مضض.. بتنا نشفق على من يعوي ونعذر من يصمت.. ونحمد الله كثيرا على هذه الفرصة التي أثبتت للعالم أجمع أننا نقود ولا نقاد.. وأننا مهما أشاعوا نتمتع بمطلق الحرية. كرامتنا محفوظة وحريتنا يكفلها القانون ولا يقيدها إلا الخروج عن القانون.. لا نغتال ولا نخطف ولا نلوث ارواحنا بسفك الدماء.. لا أدعي اننا بلد مثالي مائة بالمائة.. ولا يوجد بلد مثالي مائة بالمائة. ومع ذلك لم يسجن مواطن أو مقيم أو حتى طير بسبب تغريدة.. أو كلمة أو رأي.. يا لها من راحة كبيرة ألا تكون مسؤولا عن مصير العالم.. نفهم جيدا هذه الجملة التي نسبت لمجهول، لكن ما هي الراحة التي يحصل عليها من يعمل على تقويض العالم وإتعاسه؟! ما هي المتعة التي يجنيها من يشعل الحروب والفتن..من يسجن لأتفه الأسباب، ويقتل لأوهى الأسباب؟! والسؤال الأهم من أعطى شخصا بعينه الحق ليقرر مصير العالم؟ مصير الشعوب؟ قمة الوقاحة أن تطالب بحرية جارك.. وجار جارك والشعب المجاور وأهل بيتك محرومون من كل أنواع الحرية،
قمة الغباء ان تروج لشعارات لا تفقه معناها ولا تدرك قيمتها.
الحرية في نظافة القلب.. نظافة اليد.. نظافة الروح والعقل والقلب.. والمستقبل كما قالت «اليانور روزفلت» لأولئك الذين يؤمنون بروعة أحلامهم...أما الذين يعملون على وأد أحلام الآخرين ولا يبرعون سوى في تصدير كوابيسهم فمستقبلهم كحاضرهم كماضيهم أسود من السواد.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
31/08/2017
4109