+ A
A -
للسودانيين- مثل غيرهم من كافة الجنسيات- حوائج في سفاراتهم.. وأكثر الدبلوماسيين- في أي سفارة- معنيا بقضاء تلك الحوائج، هو القنصل.
مهمته، لا تنقطع خلال اليوم: تراه، يستخرج لهذا جوازا، ويجدد جوازا لذلك.. يوثق ما يتطلبه التوثيق، ويتابع متابعة دقيقة أحوال من ارتكب جريمة مثلا، أو من ساءت أحواله المادية، فتعسّر عن سداد ديون، أو تعثر بالتالي سفره النهائي إلى وطنه.. بل إن وظيفة القنصل تتجاوز احيانا المهمة الرسمية، فيبادر- بأخلاق السودانيين- إلى مهام أخرى: معاودة مريض في المستشفى، وتطييب خواطر متنازعين، وفض اشتباك بين خصيمين، وتليين مواقف جماعة- مثلا- تشددت إزاء جماعة أخرى، بسبب أو بآخر، أو لجملة أسباب.
السفارة- أي سفارة- لئن كان السفير يمثل وجهها أمام الدولة التي يعمل فيها- تماما مثلما يمثل وجه بلاده- فإن القنصل- بحكم طبيعة عمله- يمثل أيضا وجه هذه السفارة، أمام طلاب الحوائج القنصلية.
قناصلة كثيرون، في مختلف السفارات السودانية، كانوا هم السبب الأساسي، في إثارة مشاعر السخط على تلك السفارات، ذلك باختصار، لأنهم لم يرتفعوا مهنيا، ولا إنسانيا بالوظيفة.. وليس لهم من نصيب في فن التعامل مع البشر.. وليس لهم من نصيب في تفهم ظروفهم الضاغطة، والتي تملي عليهم انجاز معاملاتهم في وقت قياسي، تتطلبه الضرورة، ظروفهم العملية في المقام الاول.
السفارة السودانية- هنا في الدوحة- صارت بمنأى عن هذا السخط، وذلك بسبب أن قنصلها- مجاهد عبدالرحمن تبين- قد اكسبها بمهنيته العالية، وهمته، وتعامله الكريم مع كافة المتعاملين، بمختلف اعمارهم، وانفتاح باب مكتبه باستمرار، احترام وامتنان كل هؤلاء.. كما أكسبها بمبادراته الإنسانية، وجها إنسانيا، وهو ذات الوجه الذي ظل يرسمه سعادة السفير فتح الرحمن علي محمد- بمبادراته الإنسانية- في قلوب كافة السودانيين بمختلف انتماءاتهم السياسية، منذ ان تسلم مهام منصبه في هذا العام.
قليل من الدبلوماسيين، من «يؤنسن» العمل الدبلوماسي..
من هذا القليل القنصل مجاهد..
ومنه طاقم السفارة السودانية، من موظفي الاستقبال إلى سعادة السفير..
للجميع: شكرا، إنابة عن كل الذين لمسوا أنسنتكم للوظيفة.. وكل عام وانتم بخير.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
31/08/2017
2998