+ A
A -
القمة الأوروبية الأفريقية التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين الماضي لبحث أزمة الهجرة غير الشرعية لأوروبا وحضرها من الأوروبيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإيطالية باولو جنتيلوني والإسبانية ماريانو أخوي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني ومن الجانب الأفريقي حضرها كل من رؤساء تشاد إدريس ديبي والنيجر محمد إيسوفو ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج كان هدفها الأساسي هو أن تقوم هذه الدول مع غيرها من الدول الأفريقية الأخرى بدور أساسي في منع توافد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر البحر، حيث تمكن بالفعل من الوصول إلى أوروبا خلال الفترة الماضية أكثر من مائة ألف مهاجر إفريقي بينما غرق أكثر من ألفين في البحر المتوسط خلال محاولتهم العبور.
هؤلاء الذين يعرضون أنفسهم للموت غرقا يهربون إلى أوروبا من الأنظمة الاستبدادية التي زرعتها أوروبا ورعتها في إفريقيا، وبدلا من سعي أوروبا للبحث عن الأسباب التي تجعل هؤلاء يغامرون بالموت غرقا بحثا عن حياة جديدة من خلال التوقف عن دعم الاستبداد والفساد في الدول الأفريقية وأن تترك للشعوب الأفريقية تحديد مصيرها واختيار من يحكمها بشفافية وعدم تزوير إذا بها تدعو الحكام الموالين لها وتطلب منهم أن يعملوا معها من أجل مزيد من القمع والمنع للمهاجرين.
لا أحد يريد أن يخرج من الأرض التي ولد وترعرع ونشأ فيها إلا أن يجد فيها ظلما وانعداما للكرامة الإنسانية فيسعى للبحث عن مكان يجد فيه إنسانيته وكرامته وحلمه بأن يكون إنسانا، وهذا ما يدفع هؤلاء الأفارقة لغمر عباب البحر على قوارب مطاطية في كثير من الأحيان فيكونون عرضة للموت أكثر من الحياة بحثا عن الحياة، وقد ثبت أن كثيرا من الدول الأوروبية تعامل اللاجئين الذين ينجون من الموت غرقا ويصلون لشواطئها معاملة مهينة كما أن صور المهاجرين الذي فروا من تركيا لأوروبا في العام 2015 مازالت وستبقى موجودة لتكشف كم أن أوروبا عنصرية ومعظم دولها التي قبلت مهاجرين لم تقبلهم إلا لحاجتها للعمالة الرخيصة المدربة وهذا ما فعلته ألمانيا مع السوريين والذين دخلوا أراضيها فقد صرحت المستشارة ميركل في حوار مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية بأن عدد المهاجرين الذي وصلوا ألمانيا بلغوا 890 ألف مهاجر لكنها لم تقل إن ألمانيا بحاجة إلى هؤلاء ليسدوا النقص في مجالات العمالة ولم تقل أيضا أن كل مهاجر قد خضع ملفه لفحص دقيق ورفضت ملفات كثيرين وهكذا فعلت باقي الدول الأخرى بل إن بعضها لازال يحتجز المهاجرين في أماكن لا ترقى لأماكن الحيوانات.
فلولا الدعم الأوروبي لمجرمي الحرب والمستبدين في كل من سوريا والعراق وحفتر في ليبيا والسيسي في مصر وباقي الأنظمة المستبدة في إفريقيا لما فكر شخص واحد في تلك الدول من أن تطأ أقدامه أرض أوروبا إلا للسياحة لكن الأرض ضاقت بما رحبت بالناس جراء الفساد والاستبداد الذي زرعته أوروبا وترعى قادته ورجاله.
ستبقى مشكلة الهجرة قائمة بل وسوف تزداد طالما أن أوروبا تدعم الاستبداد.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
31/08/2017
4575