+ A
A -
ميانمار، تتلطخ بدم المسلمين.
قرية بأكملها لم ينجُ منها، من رصاص الجيش وخناجرهم، والسكاكين الطويلة، سوى طفل صغير، سيشيب حتما قريبا جدا، من الهول العظيم.
الإحصاءات، تقول انه قد تم قتل ثلاثة آلاف مسلم، خلال الثلاثة ايام، الماضية فقط.
أي جنون هذا؟
وأي لا مبالاة صفيقة من هذا العالم؟!
الترويع والقتل بالجملة، لم يبدأ قبل ثلاثة ايام. بدأ منذ وقت طويل، لكن يبدو ان هذا العالم، متمسك بمقولة: طول الجرح يُغرى بالنسيان.. وليس التناسي كما جاء في المقولة التالفة!
ما يجري من جرائم ضد المسلمين البسطاء، في أرض المرأة الدبابة- سان سوكي- تلك التي كتبت عنها كثيرا، في زمان منازلتها للدبابة تلك التي من حديد ونار، يجعلني أعيد النظر في كل ما كتبت عنها.. وما كتبته كان عزيزا، وكان فيه زهو إنسان بامرأة تنازل القبح: قبح اغتيال الحرية والديمقراطية.
نازلته سونغ. نازلته بثبات لأكثر من عقد حتى انصاع الجنرالات.. وكانت الديمقراطية.. وكان حزب المرأة الحديدية هو الذي انتصر في صناديق الاقتراع.
القبح لا يتجزأ. كله ملة واحدة، فلماذا ايتها المرأة التي حاربت قتلة الديمقراطية، لذت بالصمت وذات القتلة يقتلون بالجملة، ويضرجون ارض ميانمار بدم المسلمين؟
العنصرية الدينية، قبح.. تماما مثل اغتيال الديمقراطية. مثل الكذب. مثل الفساد. مثل سرقة أحلام الفقراء بالرغيف الذي يأخذ شكل استدارة القمر.
لتكن جسورا في كل الاوقات، أو لا تكن. لتكن نصيرا للحق، للإنسان، في كل الاوقات، أو تلفع بانكسارك، وخيبتك. لتكن مع الشيء الذي يرضي ضميرك، كن معه حتى آخر انفاسك. لتكن ضد الشيء الذي يؤذيك بوخذة واحدة في الضمير، كن ضده حتى آخر نفس، ذلك لأن الضمير الذي لا تطعنه الوخذات لا يموت وحده، وإنما يُميت سائر أعضاء الجسد، ولا عزاء لمن مات فيه أولا الضمير!
لا. ليس وحده ضمير المرأة الدبابة، طويلة الوجه هو الذي مات. ضمير العالم كله شبع موتا. لا. ليست وحدها سان سوكي هي التي ماتت. العالم كله، تحت التراب.
لو كان الطفل الوحيد الذي نجا من المجزرة، قادرا على النطق، لنطق بكل ذلك، لكن.. لكن رؤية الدم الغزير المسفوح، تصيب حتى الكبار، بالتبكم!
أيها العالم: هذا الطفل، سيحل الله عقدة الذهول من لسانه، ذات يوم، ليصرخ في وجهك: ما أتفهك!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
29/08/2017
2966