+ A
A -
تتراجع الصحف الورقية، مفسحة المجال لصحافة كبس الزر، في كل دول العالم، تقريبا. ذلك هو من منطق الحياة والموت، معا.. وهو من منطق ان لكل زمان آية!
الإنترنت، هو آية هذا الزمان، للمعرفة بكل أشكالها، وتجلياتها.
ما يحدث الآن للصحافة الورقية- وما سيحدث- سيحدث للشاشة الصغيرة- التليفزيون- والذي سيجيء وقت يصبح، من تحف الماضي.. تماما مثل المذياع ذلك الذي كان يحتل مكانا بارزا في المنزل، أو النادي أو المقهى.
كل ثورة تكنولوجية جديدة، تجعل من آيات الزمان السابقة، مجرد تاريخ.. وكل ثورة جديدة، تطيح بمهن، وتفتح المجال- لكن بصورة أقل - لمهن جديدة.
اندثرت أو كادت مهنة الساعاتي.. بل تكاد ان تندثر صناعة الساعات في الأصل.. والساعة بمفهومها القديم، صارت مجرد اكسسوار، لم يعد من يزين بها معصمه معنيا بما إذا ما كانت تدور، أم توقفت، طالما ان في جهازه الذكي، الوقت يدور.. ويدور معه رنين المكالمات الواردة، أو الفائتة.
أين التليفون الأرضي، الآن- مع ثورات الموبايل هذه؟
أين مهنة الطبيع، وكل الأصابع الآن تعزف على لوحات المفاتيح الصغيرة؟
السؤال سيقودنا إلى السؤال عن الكمبيوتر بشكله ذاك، والزمان للوحات التي في حجم الكف.
إلى الوراء، نتقهقر.. وتبدو الأسئلة متربة، تفوح منها رائحة العتة: أين التلغراف، والفاكس، والتلكس، والآلة الكاتبة، والفانوس، والرتينة، وشاغل الناس برناته العجيبة: البليب؟
الأسئلة المغبرة كثيرة، كلما تقهقرنا أبعد إلى الوراء... والدهشة ستملأنا، والتكنولوجيا في كل يوم جديد من حال إلى حال.
اسئلة طازجة، سنطرحها..
والإجابة دائما تخرج دائما من أفواه العجائز: روح يا زمان.. وتعال يا زمان..
... وبين الزمانين، يروح خلق كثير.. ويأتي خلق كثير، ليعمر هذه الأرض.. أو.... ليخربها.. سيان!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
22/08/2017
3204