+ A
A -
الصداقة والولاء والحب لا يمكن شراؤهما بالمال أبدا أبدا.. لابمليار ولا بعشرة مليارات ولا بأموال الدنيا كلها...لا تنتظر ممن باع شعبه واستورد شعبا من الخارج اخلاصا أو عرفانا أو حتى اعترافا بالعرفان..لا تنتظر ممن ألجم السنة شعبه وحدد لهم ما يقولون وما لا يقولون وجهز الاحكام وعشرات السجون لاستقبال كل من يتعاطف مع الحق اعترافا بالخطأ أو تقديرا لكرمك وصبرك...ولا تتوقع ممن اعمته شهوة السلطة والتسلط على أقرب الناس اليه الصدق وصفاء النية..اللئيم يظل لئيما إلى أبد الابدين،ومع ذلك...ومع ذلك علينا أن نعثر على الجمال القابع خلف كل ما هو قبيح.. خلف الاشياء والكلمات الزائفة والاحوال المتقلبة..علينا أن نعثر على الوفاء والاوفياء مهما ندر وجودهم بين الوجوه الملونة بالخديعة والمكر اللذين يحيطان بنا من كل جانب كما تحيط البحار باليابسة..ان نبحث عن أصدقاء يحترمون العهود ويلتزمون بها ولا يمكن التحكم بهم كالدمى مقابل بضعة دنانير،او وعود سيتم التنصل منها فيما بعد،فمن لا ذمة له لا عهد له،لم يعد العالم طيبا..وربما لم يكن يوما كذلك،ولكننا ليس على هذا القدر من السذاجة التي يتوهمها فينا الاشقاء الاعداء، نحن نحب وطننا وهو يستحق هذا الحب، ونحب قائدنا وهو يستحق هذا الحب،ونحن نحب الحياة،وهي تستحق هذا الحب،وعلى من يضمرون لنا الشر ان يتعايشوا مع هذه الحقيقة،ومن حقنا ان نعيش حياتنا كما نحب ان نعيشها،وأن نزيل السواتر التي تحجب أشعة الشمس والضوء والالوان لاننا شعب يحب النور والوضوح،شعب لم يعتد على الدسائس والخطط المبيتة وظلام النفوس... أن اكتشاف السبل والوسائل النبيلة لتحمل المعاناة بلا تشنج وعويل يشي بجمال الصبر،وقدرة الصبر على هزيمة الرؤية المشوشة واستبدالها برؤية اكثر وضوحا...مجرد اكتشافنا عدم قدرتنا على درء حصار الاعداء والاقنعة الملونة بنفس الوضاعة والاسلوب الحقير الذي اتبعوه كفيل باسعادنا،لأننا ندرك ان الله معنا والحق إلى جانبنا،ومن كان الله معه لن يخشى شيئا أبدا...أن مجرد إحساسنا بالخيبة،ووعينا بحزننا للقليل الذي فقدناه وكنا نظنه كثيرا شيء مفرح،حقا شيء مفرح لمن يدرك أن الحقيقة مهما كانت قاسية أفضل من نصف الحقيقة،وخلف خيبة الامل مهما كانت قوية انتصارات يخبئها لنا الغد الجميل المقبل.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
14/08/2017
1891