+ A
A -
لا تغيب إفريقيا اطلاقا عن عين إسرائيل، انها القارة السوداء الواعدة التي تشكل اسواقها منجما كبيرا للاقتصاد الإسرائيلي، واحدث نجاحات التوغل الإسرائيلي الكبير في القارة السمراء هو القمة الافريقية الإسرائيلية التي سوف تلتئم في توجو بأكتوبر المقبل، والتي ستشارك فيها 54 دولة إفريقية، وهي القمة التي ستخرج منها الدولة العبرية بحصادين اقتصادي وسياسي كبيرين، في ظل غياب عربي كبير وطبيعي.
الغريب في الامر ان دولا افريقية كانت تنحاز دوما للموقفين الفلسطيني والعربي في الصراع مع الدولة العبرية، قررت ان تغير توجهاتها ازاء إسرائيل، بل وقررت التوقف عن مناصبتها الخصام في المحافل الدولية، وبذلك سوف تصير إسرائيل صديقا حميميا لدول افريقية عدة، تماما مثلما نجحت إسرائيل في استقطاب الدولة الهندية التي كانت صديقا كبيرا للفلسطينيين والعرب فإذا بالتعاون بين البلدين يشمل تبادل الخبرات في مجالات التسليح والطيران وغيرهما، والخبراء الإسرائيليون ومعهم كبار المستثمرين الإسرائيليين جاهزون للتوجه إلى هذه الدول الافريقية التي كانت تقاطع بلدهم، لاقامة مشروعات، وغزو الاسواق الإسرائيلية بمنتجات إسرائيلية عديدة، والسعي لتغيير وجوه الحياة في هذه الدول التي من المؤكد انها سوف تمتن للاسهامات الإسرائيلية. من جانبها أعربت القيادة الفلسطينية في رام الله عن استيائها من إمكانية تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول إفريقية، اعتادت- على مدار السنين- على دعم القضية الفلسطينية، اذ ان جنوب افريقيا هي البلد الافريقي ربما الوحيد من بين اصدقاء الامس هي التي ترغب في عرقلة القمة ودعت إلى مبادرات لعرقلة اقتراب إسرائيل من الدول الإفريقية بعدما تلمست هذا التحرش الإسرائيلي الخبيث بالقارة السمراء، والذي من شأنه منافسة دول افريقية في اسواق قارتهم السمراء.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
14/08/2017
1597