+ A
A -
«الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية لن توضَع أبداً على طاولة المفاوضات».. هكذا ردّت «بيونغ يانغ» على قرار مجلس الأمن الأخير، والذي تم اتخاذه وإقراره بالإجماع، بعد التجربة الكورية الشمالية الأخيرة للصاروخ الباليستي بعيد المدى، وهي التجربة الثانية في غضونِ شهرٍ واحد.
لغة عالية من الصلف والغرور- على حد تعبير واشنطن- هي لغة «بيونغ يانغ» في الرد على القرار الأممي، والتي ما برحت تُعلن «نهاراً جهاراً» استمرار برامجها العسكرية الصاروخية وحتى النووية، وهو ما يُشكّلُ إحراجاً دائماً لحليفها الأساسي، ونعني به الصين الشعبية، التي وجَدَت نفسها مُضطرة للتوافق مع أعضاء مجلس الأمن في قراره الأخير، فصوتت إلى جانب القرار، ولو بشكلٍ خجول، لكنها (أي الصين الشعبية ومعها روسيا) استتبعت موافقتها على القرار الأممي بنقدها الحاد، والمُعلن للمشروع الأميركي بنشر نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» في كوريا الجنوبية، وهو ما يُشَكِّلُ عاملاً إضافياً ومهماً في نشوء عدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، من وجهة نظر بكين وموسكو.
القرار الأممي ضد كوريا الشمالية، وهو القرار القاضي بـحرمان «بيونغ يانغ» من مبلغ مليار دولار من عائدات التصدير من المواد الخام، والتي يفترض بأنها تتدفق إلى الصين الشعبية بشكلٍ رئيسي، كالفحم، والحديد الخام، والرصاص، والرصاص الخام، والمأكولات البحرية، يأتي كإجراءٍ سابع في حزمة العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية، منذ إجرائها أولى تجاربها النووية في العام 2006.
لقد نجحت واشنطن بالنقاط، فاستطاعت تمرير مشروع قرارها في مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية، لكنها لم تَنجح في إقناع بكين وموسكو بجدوى سياساتها في شبه الجزيرة الكورية، وبجدوى وجودها العسكري الكثيف، المتواصل، والمستديم منذ الحرب الكورية بين عامي (1950- 1953) وتقسيم كوريا إلى كوريتين. ولنا أن نَلحظ حقيقة الموقفين الروسي والصيني من تململ مندوبي البلدين في مجلس الأمن من الموقف الأميركي قبل وبعد التصويت على القرار الأخير بشأن كوريا الشمالية. فمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن، قال وبوضوحٍ صارخ: «أي مغامرة عسكرية على جانبي شبه الجزيرة الكورية ستتحول إلى كارثة للاستقرار الإقليمي»، مضيفاً قوله: «التحرك نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية سيكون صعباً مع استمرار شعور كوريا الشمالية بالتهديد في ظل زيادة القوة في المنطقة إلى جانب إجراء تحركات عسكرية واسعة النطاق من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية».
وقد انسجم موقف المندوب الروسي مع مواقف مندوب الصين الذي دعا بدوره إلى وقف نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية وإزالة العتاد المُتعلق بذلك، مُشدداً على أن نشر نظام «ثاد» لن يحل مسألة التجارب النووية وعمليات إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية.
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
12/08/2017
1870