+ A
A -
جائزة نوبل مثلها مثل أغلب الجوائز العالمية تفتقر للكمال والنزاهة المطلقة، لا ننكر أنها ذهبت أحيانا لمن يستحقها، لكنها في الغالب ذهبت إلى من لا يستحقها وخاصة جائزة نوبل للسلام، الوحيدة برأيي التي نالتها عن استحقاق هي «الأم تريزا»، والتي قامت بخطوة غير مسبوقة لا من قبل ولا من بعد، لقد طلبت من المشرفين على الجائزة أن يدفعوا لها ثمن العشاء المخصص للفائزين نقدا، وبهذه النقود أطعمت اربعمائة طفل هندي، وبنقود الجائزة بنت مستشفى ومدرسة للمرضى والمنبوذين، امراة غير عادية على الاطلاق، ولانها كذلك ظل اسمها محفورا في الذاكرة.
دُعًيت ذات مرة إلى مدينة «فينكس» في أميركا كي تدعم افتتاح ملجأ جديد للمشردين، وتفرغ أحد المبشرين لمرافقتها وكان معجبا بها أيما أعجاب، وكان يسألها على نحو متكرر ان كان بإمكانه فعل أي شيء من اجلها: «إن بإمكاني مساعدتك في جمع الاموال اللازمة للفقراء في كالكوتا، اطلبي مني أي شي...أي شيء، أود من كل قلبي أن اقوم بعمل أي شيء من أجلك، فأنت تقومين بفعل الكثير من أجل الكثير من الناس».
في النهاية وبعد ان زاد إلحاحه قالت له بلغتها الإنجليزية الركيكة: «بإمكانك عمل شيء واحد من أجلي، غدا صباحا، استيقظ في الرابعة فجرا، واخرج إلى شوارع المدينة وقم بإيجاد شخص يعتقد أنه وحيد، وأقنعه انه ليس كذلك»!
الأم تريزا لم تسع للشهرة، لم تسع للصيت والمال، ولم تتشدق بأعمالها، وانما سعت كل هذه الاشياء إليها، أقامت بكل دولار حصلت عليه منازل للفقراء في الهند وغيرها، وآمنت بأن الحب والعطاء يجلبان السعادة للواهب والمتلقي على حد سواء، أنهكها السفر والتنقل عبر العالم لتجمع التبرعات ولتنقذ أرواحا من هنا وهناك، بالرغم من كبر سنها، والامراض التي تكالبت عليها بسبب اختلاطها بالمرضى بأمراض معدية، كانت شديدة الايمان بأمرين، الكلمة والابتسامة، الكلمة التي تنم عن الطيبة قصيرة وسهلة التلفظ لكن صداها لا نهاية له، والابتسامة تفتح القلوب المغلقة بسهولة: «ابتسم في وجه الآخرين، ابتسم في وجه زوجتك، ابتسمي في وجه زوجك، ابتسم في وجه أولادك، ابتسموا في وجوه بعضكم البعض، وبغض النظر عمن تبتسمون في وجهه.. فتأكدوا أن هذا الفعل سيساعدكم على تنمية قدر أكبر من الحب لبعضكم».
الآن، رجاءٍاخبروني من ممن نالوا «نوبل» للسلام، قاموا ببعض ما قامت به الأم تريزا قبل نيلهم الجائزة أو بعدها.. ما الإنجازات التي قدموها فعلا.. إن وجدتم اسما يستحق الذكر والاشادة ارجوكم ذكروني.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
08/08/2017
1641