+ A
A -
حرب العقوبات الأميركية ضد روسيا ستعيد عقارب الساعة السياسية في علاقات البلدين إلى الوراء، ففي واقع الأمر أن كلا من الرئيسين الأميركي والروسي يواجه في بلده اتهامات تشل توجههما إلى التعاون، فلا يستطيع ترامب استخدام الفيتو ضد عقوبات الكونغرس، بينما بوتين متهم ايضا في بلاده بأنه غير مؤهل للوقوف أمام الغرب، ولهذا فإن توقيع الرئيس الأميركي ترامب مشروع القانون الذي أصدره الكونغرس بشأن العقوبات على روسيا وكوريا وإيران ضرورة، على الأقل لتجنب الحملة التي تتهمه بالتعاون مع روسيا في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولهذا أيضا جاء الغضب الروسي شديدا، فقرر بوتين طرد 755 دبلوماسيا أميركيا.
الحال الجديد الذي آلت اليه العلاقات الأميركية- الروسية سينعكس بكل تاكيد على الأزمات المختلفة التي يتشارك العملاقان في التدخل بها، مثل سوريا، وأيضا مثل التنمر الأميركي بكوريا الشمالية ردا على اطلاقها تجربة ثانية لصاروخ عابر للقارات بعد أيام قلائل من التجربة الأولى.
وإذا أخذنا في الاعتبار ان الرئيس ترامب ظل اكثر ميلا لغض الطرف عن الدور الروسي في سوريا، ومدركا أهمية سوريا للبحرية الروسية بالمتوسط، فإن صفقة غير معلنة بين العملاقين يمكن ان تدفع «الشمالية» ثمنها الفادح، ولهذا لم تمر ساعات على تصريح الرئيس الكوري الشمالي بان صواريخ بلاده العابرة للقارات يمكن ان تضرب أميركا حتى وجدت «الشمالية» طائرتين أميركتين تمرقان في أجوائها، من غير ان يكون بوسعها ان تفعل لهما شيئا، في الوقت الذي يصرح فيه قائد القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ بقوله إن بلاده وحلفاءها يعدون لاستخدام «قوة سريعة قاتلة ومدمرة» ضد كوريا الشمالية، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، مما دعا مراقبين إلى التساؤل: هل تضغط واشنطن على الزناد في جنوب شرق آسيا، لقطع دابر الرحم الأم الذي تنتشر منه صواريخ الفقراء التي تصدر «الشمالية» تكنولوجيتها المزعجة لواشنطن.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
07/08/2017
1462