+ A
A -
أنا مثلكم..
كان بودي أن أكتب:
الخليج العربي المتحد.
ولكن، لأن الكذب حرام قلت الصدق:
الخليج العربي المنتحر.
وقف الخليج على شرفة مطلة على بحر العرب، بعد أن يئس من الحياة،
وقف على تلك الشرفة لأنه قرر الانتحار.
نزع مبادئه مع ملابسه..
هاج أمامه بحر العرب بهتافات لم يفهم منها هل يدعوه للانتحار أم للصبر، وعلى كل حال لم يفعل بحر العرب شيئا أكثر من تلك الهتافات.
الضفة الأخرى من الخليج التي تتحدث الفارسية، تبدو هادئة، ولكنها تبتسم له وهي تراه عازما على الموت.
المحيط الهندي الكبير يتفرج من بعيد على هذا الخليج العربي وهو ينوي الانتحار، يشير إليه ويقول له:
إذا أردت الموت أسرع فلا تمت عندي، اذهب إلى المحيط الأطلسي، هناك الانتحار قانوني وسريع ومضمون.
سار الخليج العربي إلى حيث أشار إليه المحيط الهندي..
وقف على النقطة المقصودة في المحيط الأطلسي الذي جهز له كل وسائل الرفاهية والمساعدة في الانتحار.
ألقى بنفسه..
ابتلعته أمواج المحيط الأطلسي كقطعة شيكولاته مائية صغيرة،
وبعد سنوات التقطت بعض حطامه فرقاطة أمركية،
ثم عرضت ذلك الحطام في معرض غرناطة الإسلامي،
أمام عبارة محمد الثاني عشر حاكم غرناطة الذي قال:
ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
30/07/2017
1646