+ A
A -
لا يختلف اثنان على أن لعبة كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم وتجذب عشاقها من كل صوب وحدب وتستحوذ على العقول والقلوب في كل مكان والجميع يسعى لتطويرها وزيادة الإثارة في منافساتها.

وهذه اللعبة الشعبية الأولى نجاحها يتوقف على عدة عوامل أو بالأحرى عدة أركان هامة جدا مثل الركن الفني الخاص باللاعبين والمدربين والركن الإداري الخاص بالمسؤولين والركن التحكيمي الخاص بالحكام ثم الركن الجماهيري.

ومن وجهة نظري كل ركن من هذه الأركان مهم وبدرجات مختلفة ولكن لا يختلف اثنان على أهمية التحكيم في نجاح المنظومة الكروية ومسابقاتها حيث إن الحكام يمثلون أهمية كبيرة في أي بطولة وعلى أي صعيد.

وفي الفترة الأخيرة كثر الهجوم على التحكيم القطري سواء من المسؤولين في الأندية أو من بعض المدربين بصورة غير مبررة والحديث عن كثرة أخطاء الحكام وأنهم يهدرون جهدهم وعملهم ولكن دعونا نتكلم بموضوعية أين كنا وإلى أين وصلنا وما يجب فعله مع الحكام؟

في السابق كانت معظم المباريات أو نسبة 80 % منها تدار عن طريق الحكام الأجانب وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان واليوم معظم المباريات وبنسبة تصل إلى 90 % يديرها حكام قطريون بل إن هناك العديد من أسابيع دوري نجوم قطر تمت إدارتها بطاقم تحكيمي قطري بالكامل في جميع المباريات وهذا يمثل إنجازاً كبيراً يجب على الجميع الشعور بالفخر اتجاهه.

اتحاد الكرة برئاسة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد عمل واجتهد على مدار سنوات على توسيع قاعدة التحكيم القطري وأصبح لدينا اليوم قاعدة عريضة من الحكام الذين يمكنهم إدارة كل المسابقات وبكفاءة عالية وحتى لو أن هناك أخطاء من بعض الحكام فالأخطاء واردة وهي جزء من اللعبة وموجودة سواء من الحكم القطري أو الأجنبي وليس في مسابقاتنا فقط بل في جميع المسابقات العالمية وفي كبرى البطولات وكثير من الأخطاء المؤثرة جدا تحدث في البطولات الكبرى وأتذكر كأس العالم عام 1990 وبالتحديد المباراة النهائية بين ألمانيا والأرجنتين حيث فازت ألمانيا بهدف من ضربة جزاء مشكوك في صحتها أي أن منتخب خسر لقب كأس العالم بسبب ضربة جزاء.

علينا الفخر بالطفرة الكبيرة في حكامنا ودعمهم والشد من أزرهم في المباريات ومنحهم كل الثقة من أجل مواصلة المسيرة وليس الهجوم عليهم باستمرار والتشكيك في ذممهم وتعليق أي فشل على شماعتهم.

اعترف أن هناك أخطاء وتحدث في المباريات ولكنها غير مقصودة ومثلما تحدث من الحكم القطري تحدث من الأجنبي وبصورة أكبر وأكثر تأثيراً المهم أن نقف خلف حكامنا لأنهم يمثلون المستقبل للعبة.

أطلب من اتحاد الكرة مواصلة العمل على زيادة الدعم لحكامنا القطريين وأنا واثق أن مونديال 2018 في روسيا سوف يشهد وجود حكم قطري به، أتمنى لحكامنا التوفيق والتميز الدائم.

بقلم أحمد لحدان المهندي

copy short url   نسخ
01/03/2016
2002