+ A
A -
يصادف اليوم 22 ابريل، يوم الأرض، وهو اليوم الذي أسسه الأميركي غايلورد نيلسون عام 1970م بهدف التوعية بأهمية البيئة وأثر التلوث السيئ على كوكب الأرض. بقي هذا اليوم أميركياً حتى العام 1990م عندما انضمت للاحتفال به 141 دولة، بتصاعد ملحوظ أنتج عن تبني هذا اليوم من قبل 175 في يومنا هذا.

كان الدافع الرئيسي لهذا السيناتور الأميركي في تمرير قانون يخصص هذا اليوم كيوم قومي للاحتفال بالكوكب هو فزعه الشديد مما رصده من تلوث في مياه المحيط الهادي على الساحل الأميركي، ذلك التلوث الذي أنتجته كميات النفط الهائلة والتي كانت تسبح في مياه الساحل مما شكل خطرا جديًّا على الحياة الفطرية فيه.

أمّا في ذاكرتنا- نحن العرب- فيوم الأرض يرمز إلى أمر آخر، يبتعد عن البيئة قليلاً ويقترب إلى الأرض كثيراً، وهو اليوم الذي صادر فيه الكيان الصهيوني أراضي عرب 48. كان ذلك في مارس 1975م، وكان ذلك الحدث محفّزاً لأول انتفاضة يقوم بها العرب داخل حدود الكيان. في ذلك اليوم قتل ستة فلسطينيين، وولدت الانتفاضة.

وسؤالي اليوم، هل نستطيع نحن العرب أن نتعامل مع يوم الأرض بالروزنامة العالمية، أم أننا لا نملك إلا روزنامتنا العربية والتي ترفض تداخل الأحداث في ذاكرتنا. أقول هل نستطيع أن نشارك العالم الحديث مشاكله- التي يراها ملّحة- والتي لا نستطيع أن نفهمها. فالعالم الذي يرى أن الدخان يهدد حياة الناس لا يعلم بأن شطراً كبيراً من هذه الأمة تهدد حياتهم الصواريخ وطلقات الكلاشينكوف بشكل أكثر وضوحاً من تهديد الدخان!

ولعلنا نقف اليوم، بين يوم الأرض العالمي ويوم الأرض العربي، فوق أرض كانت ذات يوم «بتتكلم عربي» وأصبحت منذ زمن وحتى اليوم «بتتكلم عبري». فكيف لنا كعرب أن نتفاهم مع أرض تتحدث بلغة عدوّنا ولا تفقه لغتنا. أرض سلبت منّا بالحرب وحاولنا أن نستردها بالسلام فلم نستطع. فعلينا وعليها السلام.



بقلم : صلاح العرجاني

copy short url   نسخ
22/04/2016
2073