+ A
A -
(قصة من تراث بن سيف)
جلس الزعيم على كرسي الرئاسة، واضعا في حضنه كلبه الذي يعشقه أكثر من الشعب، مخاطبا الجماهير في حديث حي على الهواء مباشرة.
يا شعبي العظيم...
الحرس الذين يحرسون فخامته أكثر من الجماهير الحاضرة.
الحرس الشخصي يحيطون بالزعيم إحاطة السوار بالمعصم.
كل الجيش مستنفر على الدرجة الحمراء التي ليس بعدها إلا الحرب.
الشرطة أغلقت حتى مداخل ومخارج دورات المياه العامة، لأنه لا يعلم أحد الشارع الذي سيسلكه الزعيم لدواع أمنية.
قال الزعيم: يا شعبي العظيم، ثم سكت، وهو ينظر إلى كلبه المحبوب.
لم يفهم أحد لم سكت الزعيم!
ولكن لم يطل عدم الفهم، فما هي إلا لحظات حتى بان الأمر...
إن كلب الزعيم الذي في حجره بال عليه.
ثم سال بول الكلب من حضن الزعيم إلى شعار الجمهورية.
وقع الجميع في ورطة ما بعدها ورطة.
الزعيم لم يبد أي ردة فعل.
الحرس تورط..
إن أخذوا الكلب من حجر الزعيم ونظفوا الشعار من غير إذنه فقد يغضب الزعيم لحبه الأسطوري للكلب.
وإن تركوا الكلب ولم ينظفوا الشعار فقد يغضب عليهم الزعيم، كيف تركوا كل شيء على حاله ولم يبادروا في ترقيع الموقف.
الجماهير الحاضرة والتي أغلبها من رجال الأمن تورطوا أيضا من صمت الزعيم.
هم تعودوا إذا صمت الزعيم يصفقون ويهتفون، ولكن في هذا الحال التي ورطهم فيها كلب الزعيم يخافون إن صفقوا وهتفوا سيظن الزعيم أنه نوع من السخرية، وإن صمتوا فقط يظن الزعيم أنهم تجاهلوا صمتـه ولم يهتفوا.
لم ينطق أحد بشيء، لم يبد أي أحد أية ردة فعل، الموقف في غاية الحيرة والالتهاب والتأزيم والترقب...
لحظات وإذا بكلب الزعيم الذي كان قريبا من الميكروفون ينبح... ليكسر الصمت..
ضحك الزعيم،
فضحك الحرس،
فضحكت الجماهير، وهتفت بأعلى صوتها:
يحيا الزعيم، يحيا الكلب..
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
13/07/2017
2045