+ A
A -
بالأمس وفي مدينة اسطنبول، اختتمت أعمال القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، تلك القمة التي حضرها 52 وفد دولة إسلامية من جميع أنحاء العالم، وكانت على موعد مع قضايا ساخنة وحساسة، لم تبدأ بآلية تسليم القمة من وزير الخارجية المصري ولم تنته بقضايا مسلمي الروهينغا.

إلاّ أن المشهد اللافت فيها تمثّل بالحضور الخليجي القوي في هذه القمة والذي ظهر جليًّا من خلال تصدّر الملك سلمان لكل أحداث المؤتمر، أو من خلال - وهذا الأمر الواضح الجلي- البيان الختامي للقمة والذي انتصر للسعودية في كل قضاياها على حساب جمهورية إيران الإسلامية.

ففي اليمن، حيث تقاتل الرياض وبقية العواصم الخليجية قوات الظلم والظلام، شدّد البيان الختامي على شرعية الرئيس هادي وعلى ضرورة دحر القوى الانقلابية، بحسب ما جاء في قرار الأمم المتحدة المتعلق بهذا الشأن، وفي قضية الخلاف السعودي/الخليجي- الإيراني، فقد أدان بيان القمة الختامي بصراحة ووضوح العمليات العدائية التي تعرضت لها سفارة السعودية، في طهران وفي مشهد، وأدان كذلك التدخل الإيراني في اليمن وسوريا والبحرين، بل وأدان حتى تدخلها في الأحكام القضائية التي أصدرتها السعودية بحق مدانين بالإرهاب في وقتٍ سابق من هذا العام، كما أدانت حزب الله لتدخلاته وأعماله الإرهابية في سوريا واليمن والبحرين والكويت وفي هذه الإدانة تضييق جديد على الحزب في مرحلة حرجة عليه وعلى قيادته وعلى داعميه، كما تطرق البيان لتفاصيل أخرى مهمة ولكنها ليست بأهمية ما سبق.

أعتقد بأن هذه القمة تمثل النتيجة الحاسمة للقرارات الحازمة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ورفاقها في الخليج العربي والتي كانت قائمة على الاعتماد الذاتي والتأقلم السريع مع الفراغ الذي تركته أميركا بتخليها عن حلفائها في المنطقة. وهذا كله كان نتيجة عمل بدأ قبل سنة واحدة لا أكثر.

وهذا يعطينا مؤشرا بأننا في الجزيرة العربية قادرون على قيادة دفة التاريخ وحتى الجغرافيا لمصلحتنا، في حال أردنا ذلك، فنحن اليوم وفي ذروة حلفنا الاستراتيجي مع مصر نقف لنستعرض حلفنا الاستراتيجي الآخر مع تركيا، دون تعارض أو تناقض. وهذا التقدم الاستراتيجي لا يأتي إلا إذا آمنا بضرورة تحقيق القوة الذاتية - بكل جوانبها- بعد الاعتماد على الله أولاً.

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

بقلم : صلاح العرجاني

copy short url   نسخ
17/04/2016
2127