+ A
A -
أيها الأتراك...
مقالي هذا عن أردوغان ليس مدحا بل تنبيها، فمعلوم أن العنصر الخارج عن المجموعة يرى أفضل ممن هم في داخلها.
على سبيل المثال، حين تكون مشجعا في الملعب تجلس على كرسيك في أعلى المدرج تكشف الملعب كله وتكون مشاهدتك أشمل وأفضل من اللاعبين الذين هم في داخله.
ومن هذا المنطلق دعوني أخاطبكم كصحفي عربي محايد، يرى تركيا بعين أشمل وأوضح ممن هم في داخلها.
هل أنتم راضون عن أردوغان بنسبة مائة بالمائة؟
بالطبع لا.
ليس هناك رجل حاز على رضا الناس بنسبة مائة بالمائة في تاريخ البشرية كله.
غاندي، الإنسان الأول في الإنسانية، كان له معارضون.
مانديلا، الإنسان الأول في الكفاح، كان له معارضون.
عيسى عليه السلام، الإنسان الأول في المعجزات، كان له معارضون.
محمد صلى الله عليه وسلم، الإنسان الأول في جميع ما سبق، كان له معارضون.
ذكرت تلك الشخصيات للاستهلال والاستدلال بها أن ليس هناك شخصية خلقها الله يمكن أن تحقق المائة بالمائة، إلا في انتخابات رؤساء العرب.
أنتم تختلفون حول أردوغان، وأعرف أن بعضكم له ملاحظات واعتراضات واختلافات جوهرية معه، ولكن...
الإنجازات التي حققها ولا يزال يحققها أردوغان لتركيا كوطن وللتركي كمواطن، تجعل كل أمة من الأمم التي حولكم تتمنى لو يكون عندها نسخة من أردوغان.
كل الرؤساء إلا ما ندر يأتي للوطن ليرثه لا ليورّثه، ويأتي للمواطن ليأكله لا ليؤكله.
قد تجد رئيسا يكمّل مشوار من قبله في بناء الوطن، وهم قلة.
وقد تجد رئيسا يكمّل ويضيف على من قبله، وهم أقل.
لكن أن تجد رئيسا يبتكر من الصفر، ويبني من القاع، فيرفع الوطن والمواطن قبل أن يرفع نفسه، فهؤلاء هم قلة القلة وندرة النادر، منهم مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، ومنهم أردوغان رئيس تركيا.
ومثل هؤلاء لا تجود بهم الحياة إلا كل مائة عام مرة أو قد لا تجود.
صدقوني أيها الأتراك، إن أردوغان ثروة وطنية انتم محسودون عليها من قبل الدول الأخرى، لذلك يسعون لزوالها عنكم، كما تحسد الدول النفطية على نفطها وغازها وثرواتها.
كل من حولكم يريدون إسقاط أردوغان، والسبب ليس كرههم لشخص أردوغان، بل كرهم لقوة وازدهار تركيا..
جميع الدول ولا استثني إلا قطر فقط هي الوحيدة التي تريد لتركيا الازدهار ولأردوغان طول البقاء.
أيها الأتراك..
اسمعوها من صحفي عربي يريد بكم الخير،
حافظوا على ثروتكم الاردوغانية، فإنها لن تستمر إلا بكم وبدعمكم، احموه فإنه مستهدف، ساندوه فإنه يكاد عليه،
انتصروا له فإنه محارب.
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
09/07/2017
1767