+ A
A -
علنا، قال ماكرون، الرئيس الفرنسي الشاب، ما يقوله صناع القرار والسياسة من تحت الطاولات السياسية: «بشار الأسد ليس عدوا لفرنسا، هو عدو للشعب السوري، ولا يوجد بديل شرعي له»!.
لم يبتعد ماكرون كثيرا عن الحقيقة في كلامه، فبشار الأسد هو حقا عدو للشعب السوري، إذ لا يمكن لأحد أن يشن حربا كالتي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري منذ أكثر من خمس سنوات إلا إذا كان عدوا لهذا الشعب.
ولم يكن ماكرون مخطئا كثيرا حين قال إنه لا يوجد بديل شرعي عن الأسد، إذ لم تستطع المعارضة السورية، بكل أطيافها، أن تقدم شخصية واحدة يمكن التعويل عليها لتحظى بإجماع دولي وشعبي..
ما فعلته هذه المعارضات أنها نقلت الثورة السورية من مطالب عادلة ومحقة للشعب السوري إلى حالة صراع داخل المعارضة، بحيث لم يعد الهدف هو العمل على انتصار الثورة وانتصار مطالبها بقدر ما هو صراع للحصول على أكبر قدر ممكن من المكتسبات الفردية والفئوية والحزبية.
هذا عدا عن دعمها للتنظيمات الجهادية واعتبارها جزءا من الثورة، دون الاهتمام بما ينتجه هذا الدعم من أثر سلبي لدى الرأي العام العالمي لا تنفع معه أية براغماتية سياسية من قبل النظام العالمي، كما أنها لم تستطع إنتاج خطاب وطني جامع للسوريين، بل كان خطابها يمعن في زيادة تقسيم ما قسمه بشار الأسد في المجتمع السوري من جهة، ومن جهة أحرقت كل الشخصيات التي كان يمكنها أن تشكل حاملا وطنيا لثورة السوريين!.
إذن لم يكن لماكرون أن يكون مخطئا لولا أنه أهان الشعب السوري مرتين في كلامه، مرة حين قال إن الأسد عدو لشعبه وليس للفرنسيين، فهو بذلك يغض النظر عن حق الشعب السوري بالحماية من مجرمي الحرب، هذا الحق، تمنحه شرعة حقوق الإنسان، التي تقوم معظم بنود الدستور الفرنسي عليها، لكل شعوب الأرض دون أي استثاء، فهو حين يرفض إدانة الأسد فإنه لا يرى في السوريين شعبا يستحق الحماية، وهذه عنصرية واضحة ضد شعب بأكمله، وخروج على بنود دستور البلد الذي يتولى رئاسته، المرة الثانية حين قال إنه لا يوجد بديل شرعي عن الأسد، معتبرا أن شعبا بكامله ليس فيه من يمكنه أن يكون بديلا عن شخص واحد، لهذا لا يعنيه أن يقتل هذا الشخص أعداءه، مختصرا السوريين في الأسد وفي من يعرفه من المعارضة، متجاهلا ملايين السوريين المختلفي الاتجاهات والثقافات والانتماءات والانحيازات، وهذه عنصرية صريحة أيضا لا يمكنها أن تخدع أحدا.
بقلم : رشا عمران
copy short url   نسخ
27/06/2017
2366