+ A
A -

في الشهر الفضيل، تناسوا أفضاله، وقبيل العيد تناسوا تعاليمه: ومن أبرزها التصافي.
لو عاينوا الهلال، لكانوا قد انتبهوا أنه يجمع أهل القبلة المباركة، لكن في عيونهم قذى.. وهو ذات القذى الذي حجب رؤيتهم عن حقائق الدين والدم واللسان.. وحقائق الجوار.. وحقائق الجغرافيا والتاريخ والهم الواحد والمصير المشترك.
الإثم ظلم وظلمة.. والعزة بالإثم مظالم وظلمات، بعضها فوق بعض.. ويبقى ظلم ذوى القربى، في كل زمان، أشد إيلاما، من وقع السكاكين.
لو انتبهوا، لكانوا قد أدركوا حقيقة الجسد الواحد، وأدركوا من ثم أن الجرح جرحهم، ولكانوا قد شطبوا القول القديم: طويل الجرح يغري بالتناسي!
لا هذا الجيل- في قطر- سينسى ويتناسى، ظلم ذوي القربى، ولا الأجيال التي ستأتي، والذاكرة.. ذاكرة الشعوب هي الذاكرة الوحيدة التي لا يصيبها الوهن.. ولا يصيبها الزهايمر.
قطر استقبلت العيد، كما تستقبل كل عيد، بالفرحة ذاتها. استقبلته بالمراسم ذاتها: صلى أمير مجدها، صاحب السمو الأمير تميم.. وصاحب معجزتها الحقيقية- الأمير الوالد- مع أبناء هذه الأرض الطيبة، واستقبلا جموع المهنئين، بذات البشاشة.. وذات الفرحة، وذات التلاحم البديع.
التهاني المتبادلة، كانت بالطبع، بالعيد.. لكنها في هذه المرة أخذت شكل تجديد البيعة المجيدة، بين القيادة الملهمة والشعب الوفي الكريم: نحن معا لقطر الصمود. لا تفريط في سيادتها.. ولا تفريط في قرارها الوطني. نحن من نرسم- معا- سياساتنا الداخلية والخارجية. لا انكسار، ولا تراجع.. بل هو الصمود.
بيعة الصمود، كانت فرحة أخرى، في قطر.
كانت عيدا، من نوع آخر.
وكان العيد عيدين.
لا.. لا الظلم، ولا الحصار. أي منهما لن يسلب هذا الشعب الكريم، فرحته بالعيد، وفرحته بقيادته التي تصنع المجد: مجدا من بعد مجد.
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصنع مجدا الآن، وإلى جانبه شعبه كله.. وأعظم أنواع المجد أن تبقى الدولة- أي دولة- وفيّة لثوابتها، متمسكة بقرارها الوطني، رغم كل محاولات كيد الكائدين.
خسئوا..
وفي كل مرة، سيخسأ الذين يكيدون كيدا، لهذه الأرض الطيبة الشريفة.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
27/06/2017
1338