+ A
A -
1
جـزى الـلـه الشـدائـد كلَّ خيـر
عرفت بها عدوي مِن صديقي
2
إنهـا محـنة يـمتحـن الـلـه بهـا صبـرنا وإيماننـا وتلاحـمنا ووحدتـنا وتعاطفـنا وتراحمنا وقـوة عزيمتنا في مواجهة الشدائد... إنها فتنة.. والفتنة نائمة لعن الـلـه موقظها.
3
قال الإمام الشافعي:
ولـرُبَّ نازلة يـضيـق بهـا الفـتى
ذرعاً، وعـند الـلـه منها المَخرجُ
ضاقت، فـلما استحكمت حلقاتـُها
فُـرجت، وكنـت أظنها لا تُـفـرَجُ
4
نتمسك دائماً بالوحدة العربية وقبلها بالوحدة الخليجية، ولكن على الآخرين أن يبرهنوا على إيمانهم بهذه الوحدة، هل تذكرون قصة الشيخ الذي طلب من كل من أبنائه أن يكسر حزمة من العصي، فعجزوا، فلما فرقها وأعطى كل واحد عصا كسرها بسهولة:
تأبى الرماح إذا اجتمعـن تكسُّراً
وإذا افـترقــن تـكـسَّـرت أفـرادا
5
الحكومة للشـعب كالأم الرؤوم لأولادها، تحبهـم، وترعاهم، وتحميهم.. ويقابلونها حباً بحب، وولاء وطاعـة في مقابـل الرعايــة والحـمايـة والأمـن والأمان، وهـكذا كانت القيادة القطرية والشـعب القـطري، وما زالا، ولن يتغـيرا.. فـإذا كان أحد يراهـن عـلى أنه يسـتطيع أن يدق إسفيناً بين الاثنين، فليفق من أوهامه.
6
قـيل للأحنف بن قـيس سـيد تميـم وحكيمها وحليمهـا: ممّن تعلمت الحِلم؟ قال: مِن قـيس بن عاصـم. جاؤوه بابنه مقتولاً وابن أخيه مكتوفـاً، فـقال لـه: يا ابن أخي بِئسَ ما فعـلت، أثِـمـتَ بربـك، وقـطعـت رحمَـك، وقلـَّـلـْت عـددَك، ورميتَ نفسَـك بسـهمك.
7
تمتحن الشـدائد الرجـال والعـزائم، وليس كمثل النار تكشف المعادن، وقد نجد بعض ضعاف النفوس، ولكن نار المحنة تكشفهم، فلا يستغلن أحد المحنة لتحقيق مكاسب، فإن الـلـه يغضب عليه، والشعب والقيادة له بالمرصاد.
8
قد تأتيك الطعنة من العدو الصريح أو المستتر، ولكن الطعنة من الأخ الشقيق أقسى:
وظلم ذوي القربى أشـدُّ مضاضـة
على النفس من وقعِ الحُسامِ المهندِ
9
يتوهـمـون أننا ســنركع جائعـين. صحيـح أن اسـتيـراد بعـض المـواد أرخـص من إنتاجهـا، ولكنـنا نـتذكر مقولـة جـبران «ويلٌ لأمـة تأكل ممّـا لا تزرع» ولعلـّنا نـتعلم درسـاً من هـذه الأزمة: أننا يجب أن ننتج ما يكفي ويفيض عن الحاجة. قد تقوم الحكومة بهذا، وقد يقوم به القـطاع الخاص، وقـد يتعاونان، ولكن! يجب أن يدرك الجـميع أن الحصار لم يحقق أيّاً من أهدافه.

بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
19/06/2017
1982