+ A
A -
- 1 -
لم يكن يغيب عن المراقبين والمتابعين للشؤون الدولية أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بخطابه،سيُنتِجُ كثيراً من الأحداث التي سترسم معالم وملامح الفترة القادمة.
وصول شخص بصفات وطبيعة ترامب إلى قمة القيادة في أكبر دولة في العالم، تتحكَّم في أغلب مجريات الأحداث الدولية، نقطةٌ مائزةٌ في تاريخ الألفية الثالثة.
كل المؤشرات كانت تُرشِّح أن يصبح العالم في عهد ترامب بالغ التوتر شديد الاستقطاب، وعلى شفا حروب كارثية لا تُبقي ولا تذر.
- 2 -
قبل دخول ترامب البيت الأبيض، عقب فوزه بالانتخابات، اشتعلت الحرب الإعلامية النووية على سطح صفحته بتويتر.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن الرئيس ترامب نشر تغريدة على صفحته في موقع تويتر، دعا فيها إلى توسيع القدرات النووية الأميركية.
ولأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة، زاد الحديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة؛ نظراً لحالة التوتر التي يعيشها العالم بين القوى النووية الكبرى: روسيا وكوريا الشمالية والولايات المتحدة، وذلك بسبب تصريحات الرئيس الأميركي.
وكانت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية قد نشرت حديث عراف يصف نفسه بأنَّه «كائنٌ خارق»، كشف عن التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب النووية، معتمداً على رؤياه ودراسته للإنجيل والنبوءات.
- 3 -
أزمة الخليج الأخيرة قدمت العرض الأول لما ستكون عليه أوضاع العالم مع تغريدات ترامب.
فوجئ العالم بأسره، بالتناقض المربك الذي عبر عنه دونالد ترامب في تعامله مع الأزمة الخليجية، عندما غرد في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً «خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط ذكرت أنه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للأيدولوجية المتطرفة».
وبعد ساعة من تلك التغريدة، قال: «من الجيد جداً رؤية زيارة السعودية مع الملك وخمسين دولة تؤتي ثمارها بالفعل». وقال إنهم سيتخذون موقفاً متشدداً من تمويل الإرهاب.
- 4 -
كان ترامب يُغرِّد خارج سرب حكومته التي التزم مسؤولوها بالحياد وإبداء الحرص على إنهاء فصول الأزمة وإغلاق مسارات تصاعدها.
مسؤولو الإدارة الأميركية تعاملوا مع تداعيات الأزمة بقدر من الحذر والحصافة الدبلوماسية، عندما حث وزير الخارجية ريكس تيلرسون دول الخليج على إصلاح العلاقات وعدم السماح لها بالتدهور والانتقال إلى مربع المواجهات الشاملة.
وتخوف وزير الدفاع جيمس ماتيس من تأثير الخلاف على جهود التحالف الأميركي في الحرب ضد تنظيم داعش.
وأشارت مجلة «فورين بوليسي» في عددها الأخير إلى أن الارتباك والتناقض في الموقف الأميركي إزاء أزمة الخليج، دفع بعض خبراء الأمن القومي إلى التساؤل عما إذا كان ترامب قد فكر ملياً في ربط قدر أميركا بالسعودية، أم أن هناك أسباباً أخرى؟
- 5 -
لم يستقر دونالد ترامب على موقفه الأول، الذي كان شديد الانحياز، بل الأسوأ من ذلك، أن تغريدات ترامب كانت تُوحي للرأي العام العالمي بأن الولايات المتحدة الأميركية هي التي أوعزت إلى السعودية والإمارات باتخاذ تلك الخطوات.
- 6 -
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى اكتشف الرئيس الأميركي قليل الخبرة في شؤون السياسة الدولية، أن تقديراته كانت خاطئة في تأييد دول الحصار.
فبدأ في تغيير موقفه وموقعه من الأزمة الخليجية، فأجرى اتصالاً هاتفياً مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، شدد من خلاله على ضرورة وحدة منطقة الخليج ودور مجلس التعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب.
واتبع ذلك باتصل هاتفي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأبلغه استعداد واشنطن للمشاركة في مساعي حل الأزمة الخليجية، وأكد حرصه على استقرار الخليج.
- أخيراً -
ربما لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى يكتشف الأميركيون أنهم اختاروا لأنفسهم رئيساً خارجَ نسق المؤسسات، رئيساً مُفاجئاً يصعب التنبؤ بردود فعله.

بقلم : ضياء الدين بلال
copy short url   نسخ
18/06/2017
2684