+ A
A -
هناك فرق بين مبررات تصعيب الأمر على الإعلام في بعض دول العالم الثالث، وتعويق الإعلام والإعلاميين في دول متقدمة، حتى أنه قد بدا المشهد في بعض الأخيرة ارتدادا عن مكاسب إعلامية عريقة كانت قد أصبحت فيها أعرافا لا يرجع عنها، إذ إن اللافت أن القطبين الإعظمين، روسيا وأميركا، لا يبديان ارتياحا للإعلام في أحواله الراهنة
فمن روسيا اتهم بوتين وسائل الإعلام العالمية في كلمته أمام منتدى بطرسبورغ الاقتصادي بالسكوت وتجاهل توسع البنية العسكرية للناتو على مقربة من حدود الدولة الروسية. وقال: «في ألاسكا، والآن في كوريا الجنوبية تُنصب درع صاروخية.. وكلكم تلزمون الصمت بهذا الشأن، وكأن لا شيء يحدث». وأضاف أن «الرهاب من الروس بدأ يطفح في بعض البلدان، ونحن نعمل على الرد المناسب على ذلك»، ما يعني أن بوتين يعمل حاليا على الخروج من حصار الناتو الذي يتهدد بلاد القياصرة.
وانتقادات الرئيس الأميركي ترامب للإعلام والإعلاميين، واتهامهم بالكذب، وخلق رأي عام مترع بالأكاذيب لا تحتاج إلى إفاضة، ومن ذلك فبوتين يتهم الإعلام بالتواطؤ، وترامب يجترئ على وصم الإعلام بالكذب.
في حقيقة الأمر أن لكل من الرئيسين غاياته وأسبابه في الدخول مع الإعلام في مناوشات قولية، فكل منهما يحاول صناعة واقع مختلف في غيبة الإعلام ليفاجئ به خصمه اللدود، وكل منهما لديه ما يفعله في الخفاء أو في الغرف الموصدة، وليس مطلوبا أن يتم فضح كل شيء في وقته، فترامب رجل الأعمال، يؤمن بالقول الشائع: «داري على شمعتك تنور وتزداد أرباحك»، وبوتين رجل المخابرات أدمن عمل كل شيء في الخفاء بحكم عمله، ومخاوفي هي أن هذه السرية المزدوجة للعملاقين ليست بصالح البشرية طالما غيب عن العالم الإعلام الصادق النظيف.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
16/06/2017
1439