+ A
A -
هناك قول مأثور قديم لم أفهمه تماما الا الآن: قرع الخوف الباب،فأجاب الحب ليس هناك أحد !
عندما نكون في حالة خوف فلا مكان للحب،وعندما نكون في حالة حب،لا مكان للخوف،ونحن الآن نعيش حالة من الحب أزالت كل انواع المخاوف من انفسنا.
هذه المحنة التي تتحدى الاستيعاب العقلي صقلتنا ووحدتنا وقربتنا من بعض حكومة وشعبا،عادة ما تظهر المحن اسوأ ما في البشر أو أفضل ما فيهم،في المحن يظهر الناس على حقيقتهم،الحاقد يعلن عن حقده،والمسالم يتمسك بسلامه الداخلي وسلامة من حوله،الحقير يعبر عن حقارته بشتى الطرق،والطيب يتفادى الوقوع في فخ البذاءات والعداوات بطيبة.
لم ولن نكره اهلنا في الامارات والسعودية والبحرين بقرار حكومي أو ملكي،لم ولن نقطع صلة الرحم والمودة والجوار بسبب حماقات فردية غير مدروسة،لم ولن تتزعزع ثقتنا في حكومتنا مهما اشتد الحصار ومهما علت الاصوات التي قبضت الاجر مقدما أو تنتظر القبض لاحقا. نحن لا نحب بقرار ونكره بقرار،نحن احرار أكثر مما يتصور البعض.
كم أحببت هذه الحكاية التي تختصر كل كلام..على قبر رجل دين في مدينة ويستمنستر الإنجليزية كتبت العبارات التالية: عندما كنت شابا حرا لا حدود لخياله،حلمت بتغيير العالم،وعندما كبرت وأصبحت أكثر حكمة،اكتشفت أن العالم لن يتغير،لذا وضعت حدودا لرؤيتي إلى حد ما وقررت أن أكتفي بتغيير مدينتي،لكن مع الوقت اتضح أن مدينتي أيضا لن تتغير،وعندما أصبحت في خريف العمر،وفي محاولة يائسة أخيرة أكتفيت بتغيير أفراد أسرتي فقط،هؤلاء الاشخاص المقربين مني،لكن مع الاسف،بدا لي انه من الصعب تغييرهم كذلك،والآن وانا أرقد على فراش الموت،أدركت الحقيقة فجأة: ليتني بدأت بتغيير نفسي أولا،بعد ذلك سأتمكن من تغيير أسرتي من خلال اقتدائهم بي،وعن طريق إلهامهم لي وتشجيعهم،كنت سأتمكن من تطوير مدينتي...ومن يدري لربما تمكنت من تغيير العالم بأكمله»!
حسنا يبدو ان الوقت قد فات لمن يرغبون في تغيير العالم وتغيير خريطة المنطقة..لكن لم يفت الاوان بعد لتغيير أنفسهم.
بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
14/06/2017
1717