+ A
A -
لا استبعد ان يكون الهدف الرئيسي وراء هذه الحملة الظالمة على قطر وشعبها هو ضرب الاقتصاد القطري المتنامي وظهور المواطن القطري كرمز للرخاء وسط حزام عريض من المعاناة يعيشها المواطن الخليجي الآخر، لاأستبعد ذلك ، اصبحت قطر جاذبة ومصدر قلق لبعض جيرانها حيث يمثل دخل المواطن القطري أضعاف دخل اشقائه في هذه الدول، وراتب المواطن القطري أكثر من عدة أضعاف لراتب المواطن في بعض الدول المجاورة، لا اشمل الجميع ، لكن الطابع العام يُظهر تميز المواطن القطري عن غيره من مواطني الدول الشقيقة المجاورة هذه حقيقة.
ثمة تهافت شهدناه واضحا للحصول على الجنسية القطرية ومن ثم الاستقرار في قطر البعض جاء ليعمل في اجهزة الدولة ثم طاب به المقام ، يمكن للملاحظ أن يراقب حتى من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي كيف يبدو المواطن القطري وقطر في نظر اشقائه من الدول المجاورة، حيث استقطاعات مستمرة ورواتب متدنية ، مما يسبب حالة من عدم الرضا ، الامر الذي قد يشكل تهديدا للاوضاع الاجتماعية في تلك الدول الشقيقة، ناهيك عن وسائل العيش والحرية النسبية المتوفرة ومجانية الكهرباء والماء للمواطنين وكل هذه الميزات جعلت من النموذج القطري نموذجا جذابا لشريحة عظمى من شباب بعض الدول الشقيقة في الخليج. الاقتصاد القطري المتنامي باتجاه استضافة أكبر احتفال كروي في العالم اسبقية تاريخية تجعل من قطر مصدر تشغيل وتوظيف لايد عاملة كثيرة تعاني من البطالة في بلدانها ومصدر رزق وبالتالي بالنسبة للاشقاء تصبح علاقة حب فلايعود العديد منهم إلى بلاده وأقصد بالذات الاشقاء من المملكة ومن البحرين، وشهدت ذلك بنفسي بعد أن يقضي أحدهم وقتا في قطر وتنتهي مدة عقده أو إعارته يستمر ويحاول البقاء والحصول على الجنسية إن أمكن له ذلك.
ان جزءا كبيرا من هاجس المقاطعة جاء لدور قطر الريادي سواء كان ذلك في السابق ، حيث الكثير من شخصيات دولة الامارات العربية المتحدة عاشوا ودرسوا وتخرجوا من قطر،أما في الوقت الحاضر حيث نموذجها الإنساني المحقق لرخاء المواطن وكرامته، وشغف شباب الدول الشقيقة وخاصة كما ذكرت السعودية والبحرين بالالتحاق به ، مما يضع حكومات هذه الدول أمام مقارنات ليست في صالحها .
تعاطف مجتمعات الخليج مع قطر دليلا على ماأقول ، لذلك جاء قانون عدم التعاطف الذي هو بمثابة قانون «جاستا» الخليجي لكن ليس على الآخر وإنما على شعوبهم المتعاطفة مع قطر ونموذجها التنموي.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
14/06/2017
3424