+ A
A -
«فن الممكن»، أحد أهم تعريفات الدبلوماسية.. و«وفن الممكن» من هنا له رجالاته، الذين تخرجوا من مدرسة الدبلوماسية، وتأدبوا بالتالي بأدبياتها ومفاهيمها، وأهمها على الإطلاق اللباقة والكياسة والانضباط وسرعة البديهة، وإحسان التصرف، في كل الحالات.
من ينظر إلى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني- وزير الخارجية- يرى فيه كل هذه الأدبيات والمفاهيم، معا.. وهو في جولات مكوكية بين أهم العواصم العالمية، شارحا موقف قطر من أزمة الاتهامات الجائرة والمفضوحة، ومعلنا تمسكها بقرارها الوطني، وحقها السيادي، في اتخاذ قراراتها، ورسم سياساتها الخارجية، وفقا لما يمليه عليها عقلها وضميرها الوطني، جنبا إلى جنب مع مصالحها، وبالتالي مصلحة هذا العالم الذي استحال إلى قرية كونية.
الأزمة،عاصفة. هذا ما يقول به الكثيرون.. لكن، من ينظر إلى الشيخ- وزير الخارجية- وهو يدير الأزمة في الخارج، يدرك تماما أن قطر تنظرُ في عين العاصفة، بعيون مفتوحة. بالثبات كله.. ويدرك تماما أنها لم تنحن، ولن.. ولا يُمكن، وهي الدولة التي عرفها العالم كله، متمسكة بثوابتها.. وثوابتها كما تقول كل الشواهد، في صالح هذا العالم: أمنه واستقراره وسلامه، وإعلاء مفاهيم العدل والاعتدال في كل خطوط طوله وعرضه وخط الاستواء، ومحاربة الظلم، والفقر، والمرض والفقر والبطالة والأمية والنقص في التعليم والأرهاب.. وكل تلك من أبرز أهداف الألفية، تلك التي توحد العالم كله، لتحقيها في واحدة من أهم تظاهراته السياسية الكبرى، في بداية هذا القرن.
الدبلوماسية، تقاليد.. وكل الذي يراه العالم، الآن، في الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، هو من تقاليد الدبلوماسية القطرية، تلك التي من أهم أدبياتها- إلى جانب ما أشرنا إليه- العفة في اللسان، وتلك من تقاليد شعب قطر، التي رسختها في عقله ووجدانه وضميره، تعاليم الدين الذي أساسه الأخلاق، و«قولوا حسنا» و«قولوا قولا كريما» و«قولوا خيرا» أو... الصمت!.
قطر، تدير بفن الممكن، والثبات على مبادئها، الأزمة خارجيا.. والممكن هو، هو أن تستعيد دول المقاطعة رشدها، وتحتكم إلى دينها وضميرها، والاثنان- الدين والضمير- يحضان على عدم رمى الناس بالباطل والاتهامات الجائرة، تلك التي لا يسندها- بالطبع دليل، ولا يقبلها عقل، إلا ذلك الذي يقوده الهوى، فيهوى به درجات في مهاوي المضحكة.. والسخرية من الآخرين!
الرشد.. هو ما يميز الدول في ميزان علاقتها مع العالم.
واستعادة الدول لرشدها، مكرمة.
بالرشد.. واستعادته، تستقيم الحياة بين الأفراد..والمجموعات.. ودون أدنى شك، تستقيم الحياة بين الدول.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
14/06/2017
1285