+ A
A -
• يقال دوماً: إن العين مرآة النفس، ومرآة صاحبها، أتساءل: هل أصحاب الأنفس المريضة مريضة بأمراض الخبث والحقد والحسد والأنانية– والعياذ بالله من هذه الأمراض-؟، أتساءل: هل تتطاير من أعينهم شرارٌ ينم عن خبث أو أنانية أو حقدٍ أو حسد؟!، ليتنا ندرك ذلك لنتخذ الحيطة والحذر من أولئك الذين يتربصون لنا في كل الأوقات لمحاولة تعتيمٍ لبريق الأمل والسعادة التي نشعر بها.

• وإن كانت من أعينٍ مريضةٍ، ولا يهنأ لها بالٌ وراحة، ولا تنام هذه العين قريرة العين والنفس إلا بزوال النعمة عمّن وهبهم العلي القدير من مالٍ وصحةٍ وجمالٍ ونجاح، إنها عين الحسود، قال تعالى: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدٍ»، وقول الرسول: «إيَّاكم والحسد، فإنّه يأكل الحسنات كما تأكل النَّار الحطب».

• تَدهشُ من هذا الصِّنف المريض الذي لا شغل له إلا مراقبة من حوله وكأَنَّ الله خلقه وحرَّم عليه نِعمَ الحياة، ألا يعلم أولئك، أنَّ أرزاقهم وأعمارهم وأعمالهم، وسعادتهم وشقاءهم مكتوبٌ لهم منذ أن كانوا أجِنَّةً في بطون أمهاتهم.

• وفي هذا المجال أورد ما قاله الرسول، في الحديث: «إذا مكثت النطفة في رحم المرأة أربعين ليلةً جاءها الملك فاختلجها ثم عرج بها إلى الرحمن» فيقول: أخلق يا أحسن الخالقين، فيقضي الله فيها ما يشاء من أمره، ثم تُدفَع إلى الملك فيقول: أسقط أم تَمَام، فيبين له، فيقول: يا ربّ واحدٌ أم توأمين؟، فيبيِّن له، فيقول: يا ربّ أذكرٌ أم أنثى؟، فيبيِّن له، ثم يقول: يا رب أشقيٌّ أم سعيد، فيبيِّن له، ثم يقول: يا رب أقطع له من رزقه مع أجله فيهبط بها جميعاً، فوالذي نفسي بيده لا ينال من الدنيا إلا ما قسم له».

• ألا يستطيع أولئك أن ينظروا لأنفسهم وما لديهم من مزايا، وخصالٍ، ومحاولة الارتقاء بها، والتفوق في المجال الذي يرغبون.

• ألا يعلم أولئك أنَّ الله كما يُعطي يأخذ، وكما يأخذ يعطي؟، يعني من ذلك أنّه لا يوجدُ إنسانٌ ليس لديه من المزايا ما تؤهله لأن يكون من أصحاب المهارات والقدرات، بما أعطاه الله من عقلٍ سليم، يفرِّق به بين ما هو صحٌّ وبين ما هو خطأ؟، أقول لأولئك: انظروا لأنفسكم، فهي أحقُّ بأن تولوها اهتمامكم وتفكيركم وأن تطوِّروها للأحسن واتركوا الخلق للخالق.

• آخر جرة قلم:

قيل لفيلسوف: من أكثر الناس شرَّاً؟ فقال: من امتطى قافلة الحسد، وقد صدق الشاعر حين قال:

كـــل العــداوة قـد ترجى أمانتها إلا عــداوة من عاداك من حسد

ومن الجميل خلقاً ونفساً أن يجاهد الإنسان نفسه وهواها بأن يظهر المحبة للغير ومباركة ما لديهم من نعم ومزايا، فهذا الجهاد النفسي من أعلى المراتب التي تربي النفس على ما ابتليت به متى ما كانت خصال غير حميدة وتزعج صاحبها، تعويد النفس وتدريبها على الخلق الحسن والصفات المحمودة يعود بأثره على صاحبه ومن معه وليبدأ الإنسان بتغيير داخله وليجاهد والله معهم متى صلحت نياتهم.

وقانا الله وإياكم من شرِّ الحاسدين.

بقلم : سلوى الملا

copy short url   نسخ
28/04/2016
1495