+ A
A -

في الحديث الشريف ما معناه «لو عرفتم فضل رمضان لتمنيتم أن تكون كل الشهور رمضان» وذلك لأنه الشهر الذي يتجلى فيه الله على عباده، وتفتح فيه أبواب الجنة وتحبس الشياطين، والصيام لتصفو نفوسهم وتسمو، وحتى غير المؤمنين– مثل كثير من الهنود والصينيين- فإنهم يمارسون الصيام، وكان الأديب الروسي الكبير ليو تولستوي يصوم معظم أيام السنة وكتب يقول إنه يجد في الصيام شعورا يقربه من الله.
والدراسات العلمية الحديث تؤكد أن الصيام فيه راحة للجسم، وللعقل، وللجهاز العصبي، ويزيد إفراز هرمون (سيروتونين) الذي يسمونه هرمون التوازن والاستقرار النفسي، كما يزيد في الصيام إفراز(الهيبارين) مما يقلل أمراض الحساسية المختلفة.. ومن آثاره النفسية تعويد الإنسان على الصبر وضبط النفس.. وفوق ذلك يقلل الصيام من مستوى الكولسترول في الدم، ويساعد على ضبط ضغط الدم، وفي دراسة للبروفيسور نيولاييف في الأكاديمية العلمية في موسكو أجراها على عشرة آلاف من المرضى بأمراض مختلفة فظهرت النتائج في تنشيط جهاز المناعة، وهذا ما ذكره أبقراط أول طبيب في التاريخ من 400 سنة قبل الميلاد بقوله: «إن في داخل كل إنسان طبيبا يمكنه معالجة كثير من الأمراض إذا ساعدناه بالصيام لفترات»، وعاش أبقراط 90 عاما متبعا الوصفة التي كان يعالج بها مرضاه.
ومن نتائج الدراسات الحديثة أن الصائم يمكنه القيام بأعماله المعتادة ويمارس كل الأنشطة بما في ذلك الرياضة فيما عدا الرياضات العنيفة.
ومن آداب الصيام عدم الإسراف في الطعام ليلا وذلك كما يأمرنا الله في قوله «وكلو واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» (الأعراف- الآية 30) وهذا الأمر في رمضان وفي غير رمضان لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ما ملأ ابن آدم وعاء قط شرا من بطنه» فإن كان لابد فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس» وعلماء التغذية يقولون: لا منفعة للأكل بعد الشبع بل فيه الضرر، وعلماء الدين يقولون إن شريعة الإسلام قائمة على الاعتدال وعدم الإسراف في كل شيء، وقد أخبرنا الله أنه لا يحب المسرفين.
والبروفيسور عبدالمحسن صالح يشرح أهمية الصيام والاعتدال في الطعام فيقول إن الطعام الكثير يزيد من الدهون في الجسم وهذا عبء على القلب، وكل زيادة في وزن الجسم بعد اكتمال النمو ليست زيادة في العضلات أو العظام ولكنها زيادة في الدهون التي تسبب تصلب الشرايين في القلب والمخ وتسبب أيضا متاعب للكلى والكبد، ومن تجارب العالم الأميركي كليف ما كاي أن كثرة الأكل تؤدي إلى الخمول وتقلل النشاط والحيوية الجسمية والذهنية.
وحكمة الله ورحمته سمحت للمريض أن يفطر إذا قرر ذلك طبيب مسلم وذلك لمرض القلب وتجرحه المعدة والاثني عشر والسكري والنقرس ومرض الكبد والكلى، وكل عام وأنتم بخير وصيامكم مقبول إن شاء الله وعساكم من عواده.
بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
10/06/2017
3441