+ A
A -
«الصديق وقت الضيق». مقولة قديمة، لا تسقط بالتقادم.
مقولة، لا تخلو منها أي لغة من لغات العالم.. بل أي لهجة من لهجاته، وما أكثرها.
هي مقولة، شعبية بامتياز، وقلوب الشعوب دليلها، في معرفة الأصول.
.... والصداقة بين الدول، كما الصداقة بين الأفراد، تأخذ تمام تجليها في الشدائد، بأكثر مما في زمن الدعة، والأفراح.
الصديق الذي يحتضني، وقت الألم وزمن الأحزان، احتضانه أشد دفئا، من احتضانه، والأفراح تغمرني... والصديق الذي يبعيني في زمن الشدة، لن اشتريه بتراب الفلوس، في زمن الفرج!
في الشدائد، خير.. ومن خير الشدائد، أنها تكشف للدول معادن الدول. تكشف الصديق الذي ما من صداقته بد، وذاك الذي يمكن أن يبيعك، برغم كل وقفاتك إلى جانبه، وهو في أحرج المواقف!
كل شدة، مصيرها إلى زوال..
وكل ضيق، يعقبه فرج..
هذا ما يقول به تاريخ الاثنين معا: الشدة والضيق، منذ أن سبقا تاريخ اللين والفرج، في هذه الدنيا.
بعد كل شدة، وكل ضيق، تعيد الدول- كما الأفراد- حساباتها: من ذا الذي كان معنا، ومن ذا الذي كان ضدنا، ومن ذا الذي وقف بين بين، وحتى من وقف هكذا، في زمن الشدة، هو خيبة من الذي كنت أظنه صديقا، مدخرا للشدائد.. صديقا في وقت الضيق!
في وقت اعادة الحسابات، يطأطئ من خذلني-بتنكره لكل مواقفي معه- عينيه. كيف يمكن أن يرفعهما، وهو الذي قد سقط نهائيا، من نظري.. وسقط نهائيا من حساباتي؟
ما أبشع سقوط الأفراد.. وسقوط الدول.
أي منهم، لا يستحق عذرا،
ولا شفقة..
ولا يستحق حتى الرثاء!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
08/06/2017
1693