+ A
A -
هذا اليوم ولدَ سفاحا، لم يلده خليجنا العربي ولا يمكن أن يتبناه تاريخنا، شعور غريب وصمت مطبق بدأ مع أنفاس هذا اليوم العاشر من رمضان 1438 للهجرة، شعرت بزلزال يجتاح كياني وأنا أرقب شاشة التليفزيون بيانا بعد آخر، شيء ما تعدى الخلاف، حدثٌ ما فتك بحرمة الصوم، بيانات في غير موضعها ظننتها ضد نظام بريتوريا العنصري أو النظام الإسرائيلي المحتل، العاشر من رمضان ذكرى عظيمة في نفس كل عربي وذكرى سيئة لغولدا مائير والشعب الإسرائيلي الذي أسقط حكومتها واستقالت بعده، العاشر من رمضان يوم مجيد لعبور خط بارليف وكسر أسطورة الجيش الإسرائيلي والعاشر من رمضان يوم «الله أكبر»، االعاشر من رمضان يومٌ شهد قطع علاقات أكثر من ثلاثين مع العدو الإسرائيلي تضامنا مع العرب. هذا هو العاشر من رمضان في ذاكرتي، اليوم أجدني هائما بين ذاكرتي وكياني أيعقل هذا؟ أيعقل أن تحاصر قطر؟ أيعقل أن تتوالى كل هذه البيانات قطعا لرحم وتقطيعا لوصل شعب هو جزء لا يتجزأ من أصالة الخليج؟ أنا مواطن عادي لا أعرف سوى ما يُعلن لست مطلعا على أسرار السياسة وما يحاك، مسؤولية من أن أكون بريئا وأتلقى الصفعة والصدمة فجأة دونما إدراك لماذا صفعت؟ كنت ولا أزال دائما ضد الإرهاب ووقفت بقلمي وكلمتي ضد الإرهابيين أينما كانوا. مئات الآلاف مثلي من أبناء الخليج لا يدركون سر هذه البيانات سوى الإعلان الرسمي الذي صيغ لأهداف سياسية بشكل أو بآخر، هذه ليست بيانات هذا إعلان حرب وماذا نتوقع أكثر أن تسيل الدماء وقد سالت منذ أن أطلقتم بياناتكم وكأنكم تجتمعون على عدو الله في يوم من أيام الله، نعم نزف الجرح داخليا في نفس كل قطري وسعودي وإماراتي وبحريني مخلص، العيون الزائغه وجدتها حتى عند الشباب الغض قبل الرجال أو الشيوخ. هل ثمة معنى لمجلسنا، لقبلاتنا، لمراسم توديعنا واستقبالاتنا؟، هذا غدر بالمواطن الخليجي قبل أن يكون إجراءات تأديبية كما تقولون، متابعة بسيطة للفترة الوجيزة قبل هذا الحدث الجلل لوسائل الاتصال الاجتماعي تثبت أن معظم شعوب المنطقة ضد التصعيد وضد كل ما يقطع أو يدق أسفينا بينها كشعوب، لقد سطرتم صفحة سوداء ستظل تلاحق كل من شارك في وضعها، من له الحق أن يمنعني من زيارة أقربائي في السعودية أو في البحرين وأشقائي في الإمارات، إذا استمرت إجراءاتكم هذه ضد الشعب القطري فستخرجون من التاريخ وقد يصبح البعض منكم مرشحا لاتهام محكمة الجنايات الدولية يوما ما. اللهم أستودعك بلدنا وخليجنا، اللهم لا تول أمورنا شرارنا، اللهم ارحم ضعفنا كشعوب، لا تحفظوا هذا اليوم ولا تاريخه لأنه يوم لم يسطره الإنسان الخليجي وسيصوم يوما آخر بدلا عنه لأنه من أيام الجاهلية لم يتجل الصوم معنىً للإخوة والتحاب، حتى توقيتكم يدينكم جهلا بالتاريخ وثقبا في وعي أبناء الخليج والأمة العربية.

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
06/06/2017
2045