+ A
A -
مشاعر وإحساس ما قبل الامتحانات والاختبارات وأثنائها شعور له رهبة وخوف خاصة لأولئك اللذين لم يستعدوا جيدا ولم يذاكروا طوال العام، ولم يقتربوا من يوم الاختبار بإعداد واستعداد ودراسة كافية تضمن لهم..بعد اتخاذ الأسباب والتوكل على الله..النجاح والنتائج المرضية.والراسب والفاشل هو ذلك الذي ضيع العام دون اهتمام ودون دراسة وفهم ،ودون جدية ومثابرة تكفل له الوصول لنهاية العام والامتحانات بالنجاح والتفوق. ليصل ليوم الامتحان دون دراسة ليعض أصابع الندم على ما فرط من أيام وفرص ..هكذا الحال في رمضان (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ)، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر فيه ليلة خير مِن ألف شهر، شهر يكرمنا به الكريم لإعادة الحساب وتصحيح ما كان من ضعف وكسل وتخاذل في العبادات وبعد عن القرآن وذنوب ومعاصي اقترفها العباد،فشهر رمضان شهر القرآن ( شَهْرُرَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فكم هي السعادة بالإقبال على كتاب الله طوال العام وليس شهرا واحدا فقط،فالله سبحانه القريب المجيب يخاطب أرواحنا وأنفسنا وعقولنا وقلوبنا في قراءة آياته التي مهما قرأناها ونظن إننا فهمنا معاني الآيات إلا إننا في كل مرة نقف عند آيات وكأننا نقرأها لأول مرة..إضافة إلى أنه مهما كثرت المؤلفات والدورات والبرامج والكلمات.. لا تجد فيها السلوى ومخاطبة الروح وسكونها والطمأنينة كما نجدها في كتاب الله..عندما يكتب الله لك عمر وفرصة وزمن للعبادة والتقرب منه ..وتجد من يضيع الشهر الفضيل وروحانياته وجمال لذة العبادة والدعاء وسائر الأعمال الصالحة في مشاهدة القنوات والبرامج والسهرعليها ،وإضاعة نهار رمضان وفترة الصيام في سباق القنوات ،والشهر يسحب من بين يديه في هذه السرعة..لهو الخسران الأكبر..عندما نرتبط بعمل، وعندما نلتزم بالالتزامات تتعلق بعمل او مهام؛ فإن ذلك يؤثر على قراءة القرآن وتدبره وختمه واشعر بحزن وخوف أن يتسرب مني الشهر ولا أكون فيه كما السنوات السابفة..وأتساءل كيف لمن يضيع الشهر وهم إجازة او في عمل ودون سعي حقيقي لتعويض ما فاتهم من ساعات وأوقات!؟؟أسال أخت من اليونان غير مسلمة تشعرين بما نشعرمن جمال روحانية شهر رمضان؟تجيبني بأنها تشعر بهدوء وراحة، وإن الناس والمراجعين لها أكثر هدوءا وراحة رغم الصيام ..هذا إحساس من لم تصم ولم تقرأ القرآن ولم تشعر بجمال روحانيته وعبادة الله ..فما حال من هم مسلمون بالاسم!؟لا تضيعوا هذا الشهر من قلوبكم وأرواحكم وتنزلقوا في أرقام قنوات اولغو وسهر دون جدوى.. كمن يجري خلف سراب أو كمن يسكب ماء على تربة دون ثمار ، أو كمن يسرف ماله هباء منثورا،وتبذير دون عائد..كم من أسماء رحلت قبيل رمضان بساعات وأيام؟؟ وكم من قلوب على سريرمرض تتلهف لصلاة التراويح والتهجد والصيام؟ وكم من مغتربين حالت بهم الظروف عن الصيام او أداء عمرة بصدق وتقرب لله في رمضان؟ نحن في نعمة عظيمة وفِي أوقات أعظم وفِي موسم حصاده وفير وأجره عظيم وكرم رب العباد في شهر رمضان كبير يفوق ماتتخيله العقول.
آخرة جرة قلم:
لا تترك أيام شهر رمضان تنساب من بين يديك ولا يكون لها أثر ومكان وفرصة للتغيير في قلبك وروحك .. وفكرك.
لا تترك رمضان يقترب من نهايته وأنت مشغول فيما لا جدوى ولا أجر ولا أثر .. ولاثواب.. ! كل ما يعرض يعاد مرات ومرات ولكن هل تضمن أن يعود عليك رمضان مرات ومرات؟؟
أسال الله أن يجعلنا ممن تشملهم أيام الرحمة وأيام المغفرة وأيام العتق من النار وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا من الفائزين..
TW:@SALWAALMULLA

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
01/06/2017
3102