+ A
A -
في عالم انسلخ فيه الكثيرون عن كل ما عرفه البشر في تاريخهم الطويل على الأرض من اخلاقيات ومبادئ اصبح الكذب صناعة،و أصبح من يتولى كبره صانعٌ محترف يمتلك فضائيات،وصحف.و ضباعٌ منفردة....تمارس الفجور ثم الفجور في الكذب.في حين ترفع ابوسفيان في كفره،و جاهليته عن أن يكذب حين سأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،و اجاب بكل صدق عن صفات عدوه الأول حتى لا تلتصق هذه الصفة القبيحة به وهو السيد في قومه كأمرٍ من الفطرة البشرية،تشوهت هذه الفطرة اليوم حتى رأينا رجال بشوارب يمتهنون الكذب امتهاناً،بل وتصنع ثرواتها منه،
اختراق وكالة الأنباء القطرية الأسبوع الماضي،والتصريحات المزورة التي قيلت على لسان سمو أميرنا المفدى وكل ما تبع ذلك من زوبعة إعلامية،وهجمة على دولتنا الحبيبة كل ذلك لا يقف فقط عند كونه حقدا مبيتا هدفه الطعن في سياسات قطر العادلة التي أزعجت من لا يريدون لوطننا خيرا،و مهاجمة منبر الجزيرة الحر وشيطنته في عقول المتابعين العرب،و من ثم حجبه عنهم حتى يبدو هذا الحجب في مصلحتهم،و إنما تعدى ذلك لكونه سقطة أخلاقية كبيرة تزامنت مع دخول رمضان لفئة تحسب على هذه الأمة. سقطة تنذرنا أننا بتنا نعاني من أزمة أخلاقية كبيرة هي بمثابة الزلزال الذي سيحرم شعوب المنطقة من استقرارها،و ثقتها،و سيولد الشروخ تلو الشروخ في بنيتها الواحدة.
فالأخلاق يا جماعة التلفيق، والكذب ليست رفاهية،والكذب ليس نزهة برية...الكذب كما قال سيدنا،و معلمنا عليه أفضل الصلاة والسلام يهدي إلى الفجور،والفجور يهدي إلى النار،و ما شدد على بشاعة الكذب،و توابعه إلا لأضراره المخيفة،و كونه معول هدم خطير لأسس المجتمعات الإنسانية...و لنتصور كم تضاعف خطره في أيامنا هذه مع كل وسائل النشر،و الإعلام المتاحة،وكم الأقلام المأجورة،والفلسفات السياسية،والفكرية التي تعتبر الكذب أحد اعمدتها.و قد علمنا صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يمكن أن يكون كذابا،والمال الذي يكسب بالكذب لا يمكن أن يكون حلالاً،و الصمت عن اسكات هذا الزور مع القدرة على ذلك نوع من الشراكة فيه،و التشجيع عليه.وحين تُفقد الأخلاق،وتفقد الحكمة فارتقبوا الأسوأ.نعم ارتقبوا الأسوأ يا من تقامرون بالقيم،و الأخلاق من أجل مصالحكم،وحماقاتكم.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
30/05/2017
3589