+ A
A -
البيان الصادر عن عائلة «آل الشيخ» النافي لإنتماء أحد مشايخ الخليج إليها والمقصود هنا الشيخ حمد بن خليفة الامير الوالد حفظه الله وكثرة الاسماء الموقعة عليه من أفرادها ونشره في وسائل الاعلام ، يدل دلالة واضحة :
أولا: ان الرأي العام في المنطقة لايتأثر بالاحداث الموضوعية قدر تأثره بالخطاب القائم على الانفعال والعاطفة والمصلحة الفردية.
ثانيا: يؤكد حقيقة وهي دور الجماعة الوظيفية وعلاقتها بالسلطة وهي علاقة تبادل مصلحة بين الاقلية سواء كانت دينية أو اقتصادية والسلطة بما يضمن تدفق وإقتسام مصالح متبادلة.
ثالثا: لم يثبت رسميا إدعاء أسرة آل ثاني الانتماء مباشرة للإمام محمد بن عبدالوهاب وإن كانت (تميم) تضمهم وغيرهم من قبائل الجزيرة وهذا يوضح أن مثل هذا الموضوع مفتعل وتوظيف للجماعة في غير محله.
رابعا:هذا البيان يمثل دور الإنسان «المجبَر» على أن يكون له رأي نظرا لعلاقته الوظيفية مع السلطة دون أن يكون له الخيار في التمحيص في المعطيات والنتائج.
خامسا: ثقافة مابعد الحقيقة «وأعني بها هنا تأثر المجتمع إنفعاليا وعاطفيا» التي تجتاح مجتمعاتنا مع تنامي الاعتماد على وسائل الاتصال الاجتماعي لها دور نشر وتعميم وتعميق هذه الظاهرة مما يجعلها تخفي الحقيقة.
سادسا: فكرة ما بعد الحقيقة«قاموس أكسفورد» ليست كذبا إنما تخفي جزءا من الحقيقة لحجب حقائق أخرى. فهذا البيان يحاول أن يظهر جزءا من الحقيقة ليحجب الحقيقة الاكبر من كوَن البيان استخدام لجماعة وظيفية استخداما سياسيا في الوقت والمكان المناسب بحيث يتقاسم الطرفان الجماعة والسلطة المصلحة.
سابعا: فكرة الجماعة الوظيفة والعلاقة مع السلطة تفترض دائما أن هناك عدوا مشتركا ليمكن تبرير وجود هذه العلاقة واستمرارها .
ثامنا: جميع المجتمعات العربية بما فيها مجتمعاتنا الخليجية تقوم السلطة بإيجاد جماعة وظيفية من خلالها تتبادل المصلحة فإذا كانت في السعودية المشترك ديني فأنه في غيرها اقتصادي أو قبلي أو طائفي.. وغير ذلك.
تاسعا: مع توغل وسائل الاتصال الاجتماعي يصبح دورالجماعة الوظيفية خطيرا حيت تبدو أنها كشفت المستور لصالح النظام وهذه جزئية في مقابل الجزء الاكبر من الحقيقة وهو علاقتها المشبوه بنفس النظام.
عاشرا: الجماعة الوظيفية لاتعمل لصالح الوطن أو المجتمع أو حرصا على الصالح العام لذلك تجد التوقيت لديها هام جدا فهي تتحرك حسب رغبة النظام وليس حسب المبدأ والقناعة.
أحد عشر: بيان عائلة «آل الشيخ» الكريمة سقطة في إعتقادي لاتضيف لها شيئا ولاتسبب أي أذى لمكانة من أرادت النيل منه فهو لايتوسل النسب ولاالمكانة ولا الدور، بقدر ماتكشف ضيق الافق واستغلالا لاسم الامام في غير محله وإختصارا لعقلية المواطن السعودي وفكرة الدولة في علاقتها كجماعة وظيفية بالسلطة .
بقلم:عبدالعزيز بن محمد الخاطر
copy short url   نسخ
30/05/2017
2258