+ A
A -
*الصمت أصبح سمة بارزة تسيطر على كثير من الوجوه، العزلة شعار يتخذه البعض لجفا الأصحاب وخذلانهم. اتصال أو سؤال وزيارة وطرق على الباب بحب ولهفة ومن القلب نادرا ما يكون. وان كان لغرض وأهواء نفس ومصالح في النفوس تدفع الناس لسؤال وبحث عن مكانك ورقم هاتفك!

معنى الحب والوفاء والإخلاص والصديق وتذكر معروف الآخر.. معاني نبحث عنها في زمن سيطر عليه معنى الأنانية والتحاسد والمادية ومعنى أن لا يرى الإنسان إلا مصالحه ولا يرى إلا مستوى ظله!

· معنى أن يكون للإنسان منا صديق معنى كبير وراق في حياتنا ودور يقوم به قل أن تجده في أقرب الناس قرابة دم وقربى، دور قد لا يجد الإنسان مبتغاه عند طبيب نفسي أو غيره من مستشاري العلاج النفسي.. وان تجد ذلك الصديق الصدوق لعملية تحتاج إلى فهم ومواقف تثبت ذلك وتجعل التمسك به الأساس مهما كانت أشكال الخلاف وسوء الفهم بينهما، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا أصاب أحدكم ودا من أخيه، فليتمسك به فقلما يصيب ذلك.

·قد يستطيع إنسان أن يجعل حوله «حاشية» وبطانة وفريق يؤيده ويشجعه برضا أو رغما عنه أو لمصلحة يبتغونها أو يبتغيها إلا أن ذلك لا يعدو أن يكون نوعا من الديكتاتورية والسيطرة والمصالح.. والفقاعة التي ما أن تعلو حتى تنفجر وتتلاشى ولا أثر لها إلا بقدر ما تركته من أثر يزول ويختفي بعد ثوان!! ورغم ذلك لا يستطيع أن يجعل القلوب تحبه بصدق وتفتقده وتشتاق إليه وتبحث عنه،لا يستطيع أن يجعل له في هذه الحياة صديقا صدوقا يفكر معه ويشتاق إليه ويخلص له النصح والقول والأهم أن يكون معه في كل ظرف وحال ومكان وموقف..

· وجود الصديق المخلص والقريب لروحك فهما واستيعابا وتحملا ضرورة في حياتنا، الصديق يعني الكثير في ظل ما يواجهه الإنسان من ضغوط نفسية وحياتيه ومن هواجس وأفكار تعصف به من جوانب وجهات وأشخاص، أو في لحظات ألم تعصف بنا ولحظات حزن نتقوقع وتسود الدنيا بنا ولا ندري ما يدور حولنا. حينها نحتاج ذلك الصديق ذلك الصوت الحاني الهادئ معنا يحتوي كل ذلك الضعف بصدق لأجلك وشخصيتك لا لشيء آخر.

·يحتاج الإنسان ذلك القلب الكبير، يحتاج إحساسا معه يشمله بحنانه وحبه وصدقه وإخلاصه مع تداول الأيام. الإنسان يحتاج العقل الرشيد والحكيم الذي ينير أبصارنا ليرينا ما لم نره حولنا، يرينا ما حاولت الظروف أن تمنع رؤيتنا له عن الخير والجمال حولنا وفي أنفسنا. نحتاج إلى الصديق تلك اليد القوية التي معها نستطيع الوقوف والعبور والتعايش رغم الظروف وخيبات الآمال!!

·الصديق روح ترتاح أرواحنا للحديث معها، ترتاح أن تبكي عندها وبقربها وتتحمل ثورة غضب تزورنا. نجده عند تعثرنا يفهم نظراتنا يقرأ صمتنا ويسمع حروفنا متى عجزنا عن الحديث والكلام والتعبير.

الصديق متى تذكرنا في دعائه وصلاته ولحظات حلوة من حياته، الصديق يد ممدودة لنا للعبور من دهاليز مظلمة وصعبة. الصديق أن باعدت الظروف تتراءى لنا صورته وتنساب نغمة صوته في أشد وأحلك الظروف يواسي ويناجي ويشارك والاهم ذلك الصديق والإنسان الذي يتذكر ويحفظ الصور والمواقف والذكريات قريبة منه لا أن تتلاشى وتذهب بعيدا كالفقاعة في أقل موقف وسؤ فهم!

·آخر جرة قلم:

أن يكون لك صديق قيمة غالية جدا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان صادقة، قيمة لا ينبغي أن نهدرها أو نفقدها. متى فقدنا صديقا فقدنا شيئاً وقيمة وعشنا بعدها يتما أليما ومتى خسر الإنسان صديقا مخلصا وفيا يعني خسارة عمر والعمر والروح أبدا لا ترجع ولا تعود متى غادرت جسد صاحبها.. لا تخسر صاحبك مهما كان.. فالصاحب لا يعوض وإن كثرت الأصوات والوجوه حولك.

الصديق الصدوق في قدوتنا سيد الخلق والبشرية صلى الله عليه وسلم إذ قال لصاحبه في الغار «لا تحزن إن الله معنا»هذا هو المعنى والاحتواء لمعنى الصديق والصاحب في رحلة الحياة والعمر وفي أكبر رسالة في الحياة التي كانت لوجود الصاحب والصديق «الصديق» منهج نبوي إنساني رائع لمعنى الصديق فما قيمة الدنيا أن تتحرك بها دونه.. دون صديق مخلص؟



بقلم : سلوى الملا

copy short url   نسخ
17/04/2016
3527