+ A
A -
كنت أتساءل ما الذي قد يدفع بعض النساء الشهيرات اللاتي اكتسبن مزيدا من الشهرة عن طريق الابتذال، للمضي في ذلك رغم الرفض الواضح من قبل الكثيرين لدينا، والتعليقات الغاضبة، واللاذعة التي نقرأها ليل نهار في البرامج، وشبكات التواصل المختلفة على ما يقمن به من تصرفات. حتى وجدنا أن لهن جمهورا ذكوريا في أغلبيته!!! ربما لا يقل عن عدد الرافضين. يحتفي بكل ذلك، ويطبل له، ويشجع عليه، عبر ما توفر له من مايكروفونات، بل ويستثمر فيه بعد أن يحوله في عقول مرتكبيه إلى هوس يدفع للمزيد.. لذلك تحول الأمر بين المتنافسات إلى سوق نخاسة بكل معنى الكلمة.
ما نراه يظهر حقيقة صادمة ما كنا نود أن نراها تعبر عن شريحة من الرجال، وجمهور مشابه لجمهور نجمات الابتذال لا يملك النضج في التفكير، ولا العمق في الإدراك. بل ويختصر الحياة كلها في قَدِ امرأة جميلة. ما يعرفه، أو لا يعرفه هؤلاء الرجال باندفاعهم المحموم هذا نحو تمجيد الصورة الخارجية الجمالية للمرأة حتى على حساب الأخلاق، والقيم أنهم اصبحوا يدفعون المرأة لمزيد من الابتذال، والرخص، في حين أن الشهرة التي بعض النساء يجب ان تجعل منها نموذجاً، وقدوة لنشءٍ لا يدرك حقيقة الصورة. طبعا لا تعفى المرأة من مسؤوليتها في كل ما يحدث لكنها القوامة التي منحها ربنا للرجال، القوامة التي تراجعت أمام التربية القاصرة، وأمور أكثر تشويقا وجذبا. في حين ان المرأة اليوم وكل يوم تحتاج إلى قوامة الرجل، وحمايته لها حتى من نفسها أحياناً. نفسها التي قد تحولها من امرأة مثقفة تبحث عن ما يفيد المجتمع، ويحل مشاكله، إلى ما يشبه الساحرة في قصة سنووايت، والتي تسأل مرآتها كل يوم من هي أجمل مني؟ وكذلك تسأل المذكورة كل يوم من يحيطها، هذا السؤال خلف الكثير من المساحيق، والفلاتر فيما يبدو فيه أن هذا الهوس الجمالي بمثابة الخمر الذي يذهب بالعقول، عقول النساء، والرجال معاً.
في المقابل طبعاً هناك تيار آخر رافضٌ لكل ما يحدث وإن كان أقل صخباً في اعلان توجهه. في المجمل انقسمت مجتمعاتنا إلى شريحتين، شريحة تدافع عن الأخلاق، والقيم الثابتة، وتنكر ما يحدث، وشريحة تدافع عن الابتذال باعتباره معرضاً للجمال، مع كل ما يصاحبه من تنازلات، وتوافه.
من الأمور المؤسفة أن هذه الشريحة جعلت من رمضان سوقاً رائجاً لكل ذلك، خاصة أنها الأغلبية التي تمتلك المال، والإعلام اليوم، وعلى المجتمع المحافظ أن يقاوم، وأن يغلق هذه الأبواب التي يشرعها شياطين الإنس في رمضان.
كل رمضان وأنتم أقوياء.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
23/05/2017
3447