+ A
A -
انني استيقظ في الصباح فأشكر الله.ثم أمضى في العمل.وفي ساعة محددة من المساء اتوقف عن العمل.أشكر الله ثم أنام...هذه كلمات أبو الوجودية الدنمركي سورين كركجارد.وهي وجودية تؤمن بحرية المخلوق ولا تنكرعظمة الخالق كما هي لدى «سارتر» وفي كتابه المرض القاتل يسرد سيرته الخاصة ،وكيف تأثر بوالده الملحد،ثم حيرته وعذابه واحساسه بعدم الاهمية.ان المرض القاتل هو اليأس.اليأس من كل شيء.ان سبب تعاسته كما قال.هو عدم شعوره بالحاجة إلى العمل.وكسب الرزق،كان والده تاجرا غنيا.وهذه البطالة اسلمته للفراغ.والفراغ يؤدي إلى الحزن والضجر.ورافق هذا الاحساس خواء روحي.وقرر ان لا يستسلم للاحباط..فكل إنسان حسب رأيه ملزم بخلاص نفسه، وفي بحثه عن الخلاص، قرأ كثيرا...وكتب كثيرا...واعتزل الناس، بمن فيهم خطيبته التي لم يحب غيرها.كان موقنا انه لن يسعدها وهو غير سعيد.واستغرقه البحث عن ذاته الضائعة في الشك ،ثم العمل المتواصل في البحث والكتابة « كنت هينا على نفسي.امام الله وامام الناس.أنني أعلم جيدا مقدار الضرر الذي كان من الممكن ان احُدثه.ولكنني أعرف ايضا ان عملي صدر عن نازع داخلي لا يقاوم.وان هذا العمل كان السبيل الوحيد المتاح لرجل ركبته الكآبة.يقرر بكل تواضع أن جهده لم يكن الا محاولة مخلصة لتائب يكفر عن ذنوبه.مضحيا في سبيل ذلك بكل شيء.وخادما الحقيقة بكل قواه.حتى يستطيع ان يفعل شيئا من الخير»....وقد ترك هذا الفيلسوف كتبا كثيرة رغم انه عاش حياة قصيرة جدا.( اثنتين واربعين عاما) لقد وضعته كتاباته في مصاف كبار المفكرين.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
21/05/2017
1636