+ A
A -
كنت بأحد المجمعات التجارية ودخلت المصلى للصلاة وكان عدد النساء كبيراً وفور الانتهاء من الصلاة أزال عدد منهم غطاء الصلاة ورمينه على الأرض أو من سعت لترتيبه ووضعه في مكانه، وبدأن بترتيب هندامهن وشعرهن استعداداً للخروج من المصلى لاستكمال التسوق والتجوال بالمجمع!!
حزنت عليهن وحزنت لحالهن ومستوى تفكيرهن، قابلن الله سبحانه وتعالى بغطاء وستر وحشمة وكأن اللقاء ووجود الله جل قدرته فقط في فترة الصلاة، ولا رقابة الله ولا خشيته بعد ذلك ولا في أي وقت!
هذا الحجاب وهذا النور الذي يزين الفتاة والنساء علامة ورسالة على أننا مسلمات ولولا العفة والمعنى الذي يحمله لما حاربت دول وقامت برلمانات وأشخاص ومؤسسات للسعي لمحاربته وخلعه ورفض وجوده وشكله من أن يكون على الرؤوس..
تحدثني صديقة وسبق أن كتبت قصتها مع الحجاب بشكل مفصل بأنها عندما كانت مسافرة على متن إحدى خطوط الطيران الأجنبية لفت نظرها شاب يهودي يتحرك بالطائرة وبالطبع أدركت أنه يهودي من ملابسه والقلنسوة التي يضعها على رأسه وهي المسلمة أباً عن جد لا يدرك أياً من الأجانب والركاب ما ديانتها ولا تستطيع توجيه الرسالة بدينها إلا بالحجاب، لتكون رحلتها مع الحجاب.
وهذا المعنى وهذه الرسالة من الحجاب هما اللذان يدعوان الكثيرين لمحاربته، ومن الأفكار الغريبة والمضحكة في الوقت ذاته، هو ما تظنه الأجنبيات والغربيات من أن نساء المسلمات وفتياتهن يرتدين الحجاب بسبب عيوب برؤوسهن أو عدم جمال شعورهن لا شعر لديهن!!
الحجاب نور وهيبة ومن يصرح بأن الحجاب حجاب العقل والتفكير وأن هذه القطعة من القماش لا تقدم ولا تأخر والكلام في الحجاب وما يقال من بعضهن من عدم اقتناعهن به إنهن بلا حجاب أكثر حشمة وستراً ممن يرتدينه من فتيات أو أشكال الحجاب الخطأ الذي انتشر كموضة أكثر من كونه حجاباً وستراً.. وغيره من مبررات لا معنى لها ولا وجود إلا بخيال وتفكير من غلب عليهم سلطان الهوى على سلطان الدين والضمير والحق.. ولا معنى لتعميم خطأ استغلال الحجاب لأغراض في نفوس البعض المريضة!
أين هم من أن الحجاب فريضة شرعية وأن الله سبحانه وتعالى فرضه على النساء، وأين هم من ارتدائهم غطاء الصلاة والوقوف أمام رب العالمين.. والمضحك والمحزن والمخجل للأسف أن هناك من بعض الرجال من يرفض أن ترتدي ابنته أو شقيقته أو زوجته الحجاب ليتباهى برؤوسهن أمام خلق الله أينما حل أو ارتحل بعد أن عدمت الغيرة من قلوبهم وطارت! ويأتي من يأتي في وسائل التواصل الاجتماعي للاستهزاء بالحجاب ورفض الاقتران بمحجبة!
آخر جرة قلم:
حزنت وتألمت عندما شاهدت شكل الحجاب وما آل إليه في بعض المدارس الخاصة يكشف أكثر مما يغطي، ويؤلم النفس ويحزنها بأن هذه المدارس بها أعداد كبيرة من غير المسلمين والذي يتضح من الوهلة الأولى مع وجود المسلمات والمواطنات والمقيمات العربيات بأن الحجاب غائب ولا حضور له إلا باستحياء مما ترتدي بعضهن من إيشارب صغير بريح أو جري أو لهو سيقع ويطير ويذهب مع الريح!! نحزن عندما نشاهد بعض الأمهات محتشمات وبناتها معها بكامل السفور والشعر يتهاوى ويتطاير يميناً وشمالاً!! والحزن لهجرة الحشمة والستر في السفر!
الحجاب نور وجمال وستر ويكفي قبل ذلك كله أنه فريضة من الله ولا ننتظر الفتاة الصغيرة أن تقرر إن كانت سترتدي أم لا أو أن تصل للمرحلة الإعدادية لتقرر ارتداءه من عدمه! واجب الآباء تدريبهم على ارتدائه ومرافقته، ولا ننسى أهمية الصحبة والقدوة التي تدفع الطفلة والفتاة لارتدائه والاعتزاز والفخر به أينما كانت ليكون لها نور دائماً دنيا وآخرة.. وبالحجاب والستر.. ولا ننتظر أن تقتنع به لارتدائه!
TW:@SALWAALMULLA

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
18/05/2017
3512