+ A
A -
هو الحب، إذن.
حيث كان، كان هو.. وكان كل ماليس هو، لا يساوى شيئا.. لا يساويه!
الحب يهزأ حتى بالريش والرياش. السلطة. الصولجان. متعة الحكم. يهزأ حتى بالعرش.
مارس- في هذه المرة أيضا- هزءه التليد:
الحكاية من اليابان، حيث التقاليد الراسخة في كيفية منح الألقاب الملكية، وفي أسباب خلعها، أيضا.
كانت تدرك أنها ستفقد لقبها الملكي، كأميرة، غير أنها لم تهتم. كان كل مايهمها أن تنتصر لقلبها!
القلب- أي قلب- حين يخفق بالحب، يصير الحب كل دقة من دقاته. لا دقة لأي متعة اخرى، والحب هو أصل المتعة.. وأصل الإنشراح!
انتصرت الاميرة ماكو، إبنة إمبراطور اليابان «أكيهيتو»، لقلبها. تنازلت عن اللقب الملكي لتزف اميرة- في هذه المرة- إلى حبيبها، وهو من عامة الناس!
كان زميلا لها، في الدراسة، فقط. ليس ثريا، لكن قلبه يساوى كل عائدات الصناعة اليابانية من سيارات انيقة، وتكنولوجيا فائقة الدقة، والانضباط.
كان قلبه غنيا جدا، بحب اميرة، ليست لأنها اميرة في قصر ملكي، وإنما لأنها أميرة، في القصر الاكثر أبهة وفخامة: قصر الإنسانية.
الأميرة ماكو، بقرارها المدوي، أثبتت أنها قد تربت في القصر الأكثر أبهة، وتشربت تعاليمه الراقية.. وأجمل تعاليمه أنه لا فرق بين إنسان وإنسان، إلا بالحب.
الحب لا يعرف الطبقات.
لا يعرف فروقات اللون، واللسان، والديانة، والهوية، والجهوية.
الحب يعرف الحب، وكفى.
يكفيني، أنه يحبني.. وأحبه.
يكفينا أننا حبيبان.
يكفينا الحب.. والحب، في أي زمان ومكان، يكفي.. وهو الكفاية.. وهو العدل.. وهو الاعتدال.. وهو الاستواء!
هكذا، تخيلتُ ماكان يدور في عقل وقلب الاميرة ماكو، وهي تعلن عن قرارها.. أجمل قرار في حياتها!
أتخيل قلوب اليابانيين، تصفق. تصفق للاميرة التي صارت رمزا للحب.
أتخيّل فرحتهم يوم الزفاف.
أتخيلهم، وهم يلوحون بمناديل قلوبهم للحبيبين، وهما معا في من اجمل زفاف، في هذه القرن!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
18/05/2017
1762