+ A
A -
نحن الآن في حضرة ذاكرة المرأة البديعة إشراقة مصطفى، واشراقة سودانية مزدوجة الجنسية- سودانية نمساوية.
اشراقة، شاعرة، وكاتبة، ومترجمة، وذات هم إنساني عميق.. ومنحازة بشكل مطلق للإنسان، أينما هو.. وبكل ألسنته وثقافاته ودياناته.
النسيان.. تحدث عنه كتاب وشعراء، وتغنى به مغنون.. وها هي اشراقة تتحدث شعرا عن النسيان!
كونوا معنا.. بوجدانكم.. وقليل من الوعي!
«النسيان؟ حَبَّةٌ للنَّسيَان
أحتاجُ حَبَّةً كَمَوْتِ الْفُجَاءَةِ
أبلعُهَا مرَّةً واحدةً وأنساك.
يَسُوقُني حِمارُ النَّوْمِ مُتآمِرًا مع صحوِ كتابةٍ تُحرِّرُني،
تلك الَّتي تُشرِقُ كلَّما فاجَأني النُّعاسُ
تُجْلِسُني على ظِلِّ شجرةٍ تشابَكَتْ أصابِعُهَا في أغصانِ قلبِكَ،
وغنَّتْ أزهارُها في روحي
كانتْ تُمْطِرُ يومَذَاك..
تُمْطِرُ كلَّما تَمَطَّقَتْ أصابعُنَا طعْمَ الْعِنَاقِ
غَابةً صِرْنَا..
وطنًا لا مكانَ لهُ ولا زمانْ
وطنًا في السَّماءْ
في الأرضْ..
هُنَا أوْ هناك
أو بينَ الْبُطَيْنِ
كيفَ أنساك؟
وأعشابُكَ الْمجنونةُ تَنْبِتُ كلَّ ليْلٍ في جَسَدي
يانعةً..
مُحَرِّضَةً..
وساخرةً من كَذِبي..
ترفرفُ في سماءِ روحِكَ وتُعْلِنُكَ،
مُقيّدةً أنا بسلاسلِ الذَّاكِرَة..
ولكنّي أُريدُ أنْ أنساك.
حدِّثْ حِمَارَ النَّوْمِ أن يأخذَني
حيثُ تَنْحلُّ السَّلاسِلُ
حُرَّةً أجدُني..
حين تأتي مُرتديًا حنانَ الْلَّيْل..
ثمَرٌ لمْ تُنجِبْهُ الأرضُ..
لا أعرفُ
هلْ ينبِتُ في جسدِكَ أم في جسدِ النَّسيان؟»
## آه.. لئن كان قاسيا عليك.. ومؤلما.. ومستحيلا أن تنسى.. تناسى!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
17/05/2017
1176