+ A
A -
نخبة من الوزراء والمسؤولين السودانيين رافقوا الرئيس البشير في زيارته التي انتهت أمس للدوحة، للمشاركة في المنتدى العالمي، المعني أساسا بمجابهة التحديات الكبرى، التي تهدد - في جملة واحدة- السلام العالمي بمختلف تسمياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يقول المقربون، من الوفد الزائر- وبعضه يزور الدوحة لأول مرة- إنه أبدى إعجابه بالتجربة القطرية، في كيفية صناعة الأوطان- هكذا بكل الرؤية اللاّمة والجمال- في وقت قياسي.
بالطبع، ما هو مهم ليس إبداء الإعجاب، فقط. ما هو مهم أن يستلهم الزائر لأي دولة استطاعت أن تصنع معجزتها، هذه المعجزة: كيفية صناعتها على وجه التحديد.
المعجزة القطرية، كان وراءها قيادة تاريخية فذة وملهمة. قيادة امتلكت الرؤية، والجسارة، والإرادة الغلابة التي تهزأ بالمستحيل.. وكان وراءها شعب ألهمته هذه القيادة الشريفة، كل معاني الشرف والنزاهة والطهارة.. وألهمته أن يبقى الوطن في ضميره وعقله ووجدانه، يعطيه، بأكثر مما يأخذ منه.. وما يعطيه الوطن عادة، في ظل الوفاء، هو الوفاء.. وفي ظل التفاني في حبه، هو المزيد من العطايا والكرم.
في يقيني، والوفد السوداني الذي زار، وشاهد، وانفعل بكل الذي جرى- ولايزال يجري- هاهنا، قد توقف كثيرا أمام السبب الرئيسي، والذي هو وراء هذه المعجزة التي تتحدث عنها دول العالم كله، بأكثر من لسان ولسان، ولا تخفى غبطتها.. بل ذهولها.. بل أن البعض منها لا يخفي غيرته، في كثير من الأحايين.
بالطبع أيضا، ليس الوقوف فقط على مجرد السبب، هو المطلوب. ماهو مطلوب، أن يأخذ الوفد الزائر بالسبب، بالأسباب، يستلهمونه.. ليصنع السودان سببه.. أسبابه، التي يمكن أن تصنع بالتالي معجزته هو، في وقت قياسي.
الدول، تتأسى بتجارب الدول العظيمة..
والشعوب، تأخذ بتجارب غيرها، في كيفية صياغة الحياة على أسس من العيش الكريم، والتعايش الشريف.. وعلى أسس العدالة بكل تسمياتها.. وعلى كل مفاهيم النزاهة والطهارة والجمال والانضباط.
في ظني- وليس من رأى كمن سمع- أن الوفد السوداني الذي رأى، واندهش، وانفعل.. سيتفاعل هنالك في السودان- عمليا- مع التجربة القطرية.
إنني لأكاد أن أرى في وطني، فعلا مجيدا، على الأرض، في المستقبل..
أو ليس البشر ينفعلون انفعالا حيا، بكل أفعال الشعوب المجيدة؟

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
16/05/2017
1305