+ A
A -
هذه ألفية التحديات الجبارة، وعلى رأس هذه التحديات التي تجعل من هذا العالم، أقل أمنا- وبالتالي- أكثر تراجعا عن مفهوم العيش المستطاب- الفقر والبطالة والتشدد والغلو والإرهاب والأميّة والنقص في التعليم والكراهية ورهاب الأجانب والظلم.. وغياب مفاهيم العدل والاعتدال.
هذه التحديات الكبرى، استوقفت العالم مع بداية هذه الألفية، فاحتشد للمنازلة، والشعار: لنكن معا. نحن معا في مركب واحد، والأمواج تتلاطم.
أخطر ما في هذه التحديات- كما قالت السيدة أمينة أحمد نائب أمين عام الأمم المتحدة- خلال مخاطبتها البارحة منتدى الدوحة، أنها متداخلة.. متشابكة، «يغذى بعضها بعضا».. وتلك حقيقة، ذلك لأنه مثلا حيث كان الفقر كان الانفلات الأمني.. وكانت الجريمة بتسمياتها المختلفة، وكانت البطالة والأمية، وكانت الكراهية، وكانت كل الأزمات، بعضها يأخذ برقاب البعض.
الحلول، في أخذ التحديات رزمة واحدة.. وتلك ليست مسؤولية الدول فقط، وإنما هي مسؤولية كل الكيانات العالمية من منظمات مختلفة- رسمية وغير رسمية- تلك المعنية بالاقتصاد والأمن ومفاهيم المجتمع والدين والثقافة والرياضة.
السيدة أمينة، كانت صادقة مع نفسها و«الأمم» حين أكدت أمام المنتدى ان قطر من اكثر الدول فهما لهذه التحديات، ومن أكثر الدول التي تدعم البرامج الأممية لمجابهتها.
تلك شهادة.. وإذا ما نظرنا إلى دور قطر، خارج الدعم الأممي، لوجدنا دعما من نوع آخر: أفكارا خلاقة للمنازلة، وإيجاد حلول عملية، خاصة في المجتمعات الهشة، للارتقاء بالتعليم، وتوفير فرص العمل للشباب، تحصينا لهم من كل شرور الغلو والتشدد والإحساس الفادح بالظلم.. والظلم عادة ما يفضي إلى الكراهية والعنف، والاثنان خصيمان للامن والاستقرار والطمأنينة العامة، في أي مجتمع من المجتمعات.
التحديات خطيرة. ومنتدى الدوحة، إذ يضع كل فكره للمنازلة- من جديد- يقول شيئا مهما: قلب الدوحة على هذا العالم، وينبغي- من هنا- على العالم، ان يقوي من إرادته لتنزيل كل ما يخرج به المنتدى من أفكار وخطط وبرامج، إلى أرض الفعل الغلاب..
.... وبالفعل وحده يمكن للعالم أن يقهر التحديات.. وينتصر.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
15/05/2017
1163