+ A
A -
• أشفق كثيراً على أرواحٍ إنسانيةٍ لا تحترم روحانيتها ولا تعرف معنى الروح فيها، هذه الروح التي هي نفخٌ من روح الله ليكون كائناً إنسانياً راقياً بخلقه وتعامله وسماحة وجهه والأهم بصدقه وأخلاقه وحسن تعامله وأدبه وسلوكه وأمانة خلقٍ وكلمةٍ.
• الأخلاق.. وما تحمله هذه الكلمة الصغيرة من معانٍ عظيمةٍ راقيةٍ.. تدور في معانٍ عظيمةٍ إنسانيةٍ نبيلةٍ من صدقٍ واحترامٍ وإخلاصٍ ووفاءٍ وتذكُّر معروف الآخر وتواصل إنساني مهما باعدت الأيام وتوالت الظروف الإنسانية الصعبة.. كلمةٌ إن بسطنا معانيها لما وسعتها الأرض والبحر ولا حتى الفضاء لمعنى واحدٍ من معانيها.. أبسطها الصدق.
• من الناس من تجده فناناً من الدرجة الأولى أو كما يقال فنان شبَّاك بما يتفنن به من ارتداء الأقنعة حسب الموقف وحسب من يقابل من أشكال بشرٍ.. فنان في فرض اسمه ونفسه في كل حدثٍ وموقفٍ.. فنان في قدرته على إخراج نفسه واسمه من كل خطأٍ ارتكبه في حق الآخرين كأن لم يكن!. من الناس من يملك قدرة على العيش ضمن أدوارٍ كثيرةٍ.. وفي يومٍ واحدٍ وساعاتٍ قليلةٍ خلال ساعاتٍ يقابلون بها أشخاصاً ووجوهاً من الناس!.. يعيشون أدواراً كمن يمثِّل يومياً على المسرح أمام مئاتٍ من المتفرجين.. أو أدواراً في مسلسلٍ تليفزيونيٍّ أو مسلسلٍ مدبلجٍ لإخفاء حقيقة حوارٍ.. من تأليفهم وخيالهم المريض!.
• أقف كثيراً أمام أشكالٍ من البشر التي تعيش ضمن برجٍ عالٍ نراها من هناك صغيرةً جداً.. أبراج اخترعتها لنفسها لتعيش فيها ضمن أسطورةٍ بشريةٍ اخترعتها وكتبت سيناريو وحوارٍ وشخوص بشرٍ يعيشون معها من نسج خيالها المريض الذي تتحرك فيه هي لوحدها!.
• فئةٌ لا ترى الحقيقة ولا تعرف معنى حروف الحقيقة ولا تعرف معنى كلمة حقٍّ، وقدرةٍ على المواجهة، ولا تعرف معنى الصدق في القول والعمل وحتى الصدق في ساعات الصمت! فئةٌ أبسط ما يمكن أن تقوم به التسلح بسلاحٍ وهميٍ خشبيٍ كسلاح طفلٍ يجري هنا وهناك!.. سلاح من عجز عن حمل سلاحٍ حقيقيٍ من صدق كلمةٍ وصدق موقفٍ وحقيقةٍ تقال.. حملوا سلاح الضعفاء في المداراة وفي محاولة تجاهل الآخرين ظنّاً بإثارتهم وإغاظتهم!
• الإنسان الحق.. من احترم إنسانيته وبشريته.. واحترم آدميته وعرف حقيقته.. الإنسان الحق من تعامل بتواضعٍ وخلقٍ إنسانيٍ، وعرف معنى أنه إنسانٌ سيأتي له يومٌ ويكون تحت التراب.. تتهاوى عليه الديدان أكلاً.. وتتوارى عنه الأقدام. الإنسان الحق من كان الضمير يقظا عنده يذكره بالحقيقة ويعرفه بحقيقة من معه من ناس كثيرين يتحركون ويتكلمون من ناس لا هم لهم ولا غاية الا مصالحهم وأهدافهم!.
آخر جرة قلم
الإنسان الحق.. من حمل مبادئ الإنسان الراقي.. ولا تغيره الظروف ولا الأيام ولا نقل الكلام والقيل والقال والنميمة بالقول لحكايا خيالٍ صاغه خيال النَّمام ليجد مكاناً ومنفذاً في أذن ومسمع إنسانٍ غيب الضمير عن سماع صوت الحق والصدق. الإنسان الحق.. من تذكر مواقف الأصدقاء والآخرين بموضوعيةٍ وإنسانيةٍ.. مواقف يستحيل أن تتكرر من بشرٍ كل همهم وشغلهم الشاغل مصالحهم دون الالتفات لما سببته من أوجاعٍ ومن ظلمٍ توقعه للآخر!. الإنسان الحق.. من جلس لحظاتٍ مع نفسه وضميره ليتعرف على الوجوه الحقة التي عبرت أياماً من حياته.. وعلى الأصوات الصادقة النبرة والكلمة والاحساس التي أخلصت الكلمة والنصح له. الإنسان الحق.. من وضع الله أمامه وأمام ضميره وتأكد من الحقيقة قبل إصدار الأحكام والقرارات، بمحاربة الآخر.. بلا هوادةٍ وظلمٍ.. ويتناسون رب العالمين المنتقم القريب، سبحانه.
@SALWAALMULLA

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
11/05/2017
3063