+ A
A -
«ما أضيق العيش، لولا فسحة الأمل»..
الذين يضيقُ بهم العيش، ما كان ليضيق، لو أنهم كانوا يأملون.. ولا من أمل في أن يعتاش أي من كان، لو ربط عيشه بفرد ما، غير ذلكم الفرد الصمد.
لماذا ينذهلُ، من ينذهل، عن أن الأرزاق تأتي من السماء.. وتأتي منها الوعودُ التي لا تخيبُ، متى ما انقطع رزقه، في مكان ما، بسبب أو بآخر؟
هنالك، في دقائق حقائق الدين، ما يعرف بالشرك الخفي.. ومنه- على سبيل المثال- الخوف من انقطاع الرزق، قبل أن يقبض ملك الموت، تلك الأنفاس التي تعلو وتهبط.. تهبط وتعلو..إلى حين!
رزقك، مثل ظلك، هو معك أينما كنت على ظهر هذه الأرض.. والرزق أرزاق، ومنها أن يمتلئ قلبك باليقين: ألا رازق إلا الرازق، الرزّاق، الكريم.
ما من دابة في الأرض، إلا على الله رزقها..
... و«لو توكلتم على الله خير توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا».
من أين لهؤلاء الذين انذهلوا عن الرزاق، يوم ظنوا أن رزقهم قد انقطع بالتفنيش، إيمان الدواب.. ومن أين لهم توكل الطيور؟
استهدوا بالله..
وانظروا إلى ظلالكم. هو الرزقُ، مثلها، حيثما تمشون في مناكب الأرض.. وأرض الله واسعة، وكذا الرزق.
إنني الآن، أنظر إلى.. ظلي..
أنظر، ويملؤني اليقين..
أنظر ويتملكني كلي، كل توكل الطيور، تلك التي تهاجر.. وتلك التي، لا!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
04/05/2017
2682