+ A
A -
يعتمد مدى تعمقك في الحياة على مدى رقتك مع الصغار «أطفالك» واطفال الآخرين، وأن من علامات حسن الخلق أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقا كما قال الراحل «محمد الماغوط» وهو الذي عانى من قسوة والده، وترك المدرسة الثانوية بسببه، إذ ارسل والده رسالة للمدرسة يقول فيها «إن ابنه فقير ويحتاج إلى الرأفة» وقام احدهم بتعليق هذه الرسالة على لوحة الاعلانات، بحيث يقرأها الجميع، مما جعله هدفا سهلا لسخرية الآخرين، ولم يخف لاعب الكرة الارجنتين الاسطورة «ليونيل ميسي» مرارته حين قال: بالنسبة لوالدي فأنا لا العب جيدا، وعندما كنت طفلا وأسجل اربعة اهداف في المباراة، كان يبحث عن أي شيء لينتقدني..هذا دفعني لان اكون أفضل في المباراة التالية، ونادرا ما قال لي والدي: لقد لعبت جيدا لقد دفع الانتقاد اللاذع والمستمر «ميسي» للتحدي والاصرار على النجاح، لكن لا يملك الجميع هذه القدرة على التحدي واثبات العكس، فمن بين عشرة اطفال يتعرضون للنقد والتبكيت والتجريح يوميا وعلى مدى سنوات قد ينجو طفل واحد من هذه التدمير للذات، اما البقية.. أو التسعة الباقون فيكبرون ليلعبوا نفس الدور المقيت مع أطفالهم لقد وصف أديب تركيا الساخرعزيز نيسين «طفولته بهذه الكلمات» ان طفولتي قد سحقت وسط مشاعر الكذب والرياء والحقارة، ليست طفولتي فقط...بل وشبابي ايضا» وفيما بعد كتب أبنه كتابا يصف طفولته البائسة مع نفس الأب الذي عانى من قبل.....الانتقاد المستمر والقسوة والكلام الجارح ينتقل من جيل إلى جيل كاللعنة، طفلا بائس يساوي أبا بائسا في المستقبل القريب...هكذا بكل بساطة..، وعلينا أن نتذكر أننا كنا ذات يوم أطفالا نحتاج للفهم والتفهم والتقدير،لا التعنيف والتبكيت والتحقير ووجه الفيلسوف الإنجليزي «برتراند راسل» نصيحة للآباء والامهات تتلخص في بضعة سطور» يجب الاحتراس من التشبث بالأبناء على أمل امتصاص القوة من حيويتهم ووجودهم،ان أبناءك اذا كبروا يريدون ان يعيشوا حياتهم.فإذا أصررت على الاهتمام بهم كما كنت تهتم بهم يوم كانوا صغارا فستغدو عبئا عليهم، الا اذا كانوا على شيء من البلادة والخمول بحيث يتقبلون هذا الاعتداء السافر على خصوصياتهم» باختصار وكما قال اديب المانيا كافكا والذي عانى الكثير من قسوة والده:«ان الشيء الوحيد الذي يمكن ان يفعله الوالدان للطفل هو الترحيب به».

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
03/05/2017
1918