+ A
A -
ثمة إشـكالية دائمة في تعاملنـا مع المنظمـات الدولية غـير الحكوميـة (مراسـلون بلا حدود، أطبـاء بلا حدود، منظمـة العـفو الدولية، منظمات حقوق الإنسـان، وما شـابه) فعندما تصدر هذه المنظمات تقريرها السنوي نقف منه أحد موقفين: إن كان التقرير يمتدح سجل هذا البلد أو ذاك، فإننـا نطبل له ونزمر، وننشـره على أوسع نطاق، ونتباهى بهذه الشـهادة، وإن كان التقرير ينتقد سـجل البلد في هذا المجـال أو ذاك، فإننا نهمله، وكأننا بهـذا سـندفنه ولن يقرأه أحد.
«مراسلون بلا حدود» منظمة غير حكومية تنشد حرية الصحافة، تتخذ من باريس مقراً لها. وتدعـو بشــكل أسـاسـي إلى حريـة الصحافـة، وحريـة تداول المعلومـات، وللمنظمـة صفـة مســتشـار لدى الأمم المتحدة، وتسـتند إلى المادة 19 من الإعلان العالمي لحقـوق الإنسـان، التي تنص عـلى أن «لكل إنسـان الحق في حرية الرأي والتعـبير، وحرية البحث، واسـتقبال وتوزيع المعلومات والأفكار».
أصدرت المنظمة في 26 أبريل تقريرها السنوي الذي يُنشر سـنوياً منذ عام 2002، ويعمل على قياس حالة حرية الصـحافـة في 180 بلداً، انطلاقاً من تقيـيم مدى التعددية واسـتقلالية وسـائل الإعلام واحترام سـلامـة الصحفيـين وحريتهـم، ويأخذ ترتيب 2017 بعيـن الاعتبار الانتهاكات المرتكبة خلال عام 2016. ويتم احتساب المؤشرات العامة والإقليمية بناء على النـتائج المسـجلة في مختلف البلدان، وهي تقـوم على أسـاس اسـتبيان معياري بعشـرين لغة مختـلفة، حيث يشـارك خبـراء من جميـع أنحاء العالم في التحليـل النـوعي، ولم تكن مواقع الدول العربية في الترتيب مشرفة، وأكد التـقرير أن منطـقـة الشـرق الأوسـط وشـمال أفريقيا أصعب وأخطر منطقة لكل من يرغب في ممارسـة العمل الصحفي، إذ توجد 8 دول تـنتمي إلى هذه المنطقة في القائمة السوداء.
واحتلت النرويج المرتبة الأولى في صدارة التصنيف العالمي، متبوعة بالسـويد في المرتبة الثانية وفنلندا في المرتبة الثالثة (الأولى على مدى سـت سنوات) وفي المقابل، يأتي في ذيل الجـدول تركمانسـتان 178 وإريتريـا 179 وكوريا الشماليـة 180، وتأتي سـورية قـبل هـذا الثـلاثي في المرتبة 177، وتحوم معظم الدول العـربيـة حـول الرقم 100 ما عـدا موريتانيا 55 وتونس 97. ولا يعـزينـا أن دولاً أوروبية تراجعت: إسبانيـا 29 وفرنسـا 39، وإيطاليـا 52، والمملكة المتحدة 40، وتراجعت الولايات المتحدة إلى المرتبة 43.
وبعد يومين من صدور تقرير «مراسلون بلا حدود» صدر تقرير منظمة «فريدوم هاوس» المشابهة التي قالت إن 13% فقط من سكان العالم يتمتعون ب»صحافة حرة» وإن 45 % يعيشـون في دول تعتبر بيئة الاعلام فيها «ليسـت حرة»، وإن حرية الصحافـة وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 13 عاماً.
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
01/05/2017
1893