+ A
A -
لئن تكتب زاوية في صحيفة، فتلك متعة.. لكن ان تستحيل هذه الزوايا إلى كتاب، فتلك متعة أخرى، دونها تلك، بملايين المرات.
الزاويا في صحيفة، تظل في غياهب الارشيف، يأكلها الغبار، والنسيان، لكن متى ما ضمها كتاب، عادت إليها الحياة.. وعادت بالتالي تتنفس من جديد، وتسجل حضورا في العين، وفي متناول اليد.
هنالك زوايا ليست للنسيان.
زوايا للتاريخ..
للأجيال المقبلة..
زوايا تقول: هكذا كنا في زماننا، فاستلهموا منا كيف أن تكونوا في زمانكم.
شخصيا، شعرتُ بتلكم المتعة التي دونها متعة تلكم الزوايا التي يأكلها الغبار والنسيان، وكتابي الذي يضم جملة من الزوايا، يخرج للنور، من مطبعة علي بن علي.. بالأمس.
تلك زوايا للتاريخ، تتحدث بالفم المليان، عن حزم من الضوء الخاطف، تخطفتني انبهارا، وأنا أتابع بشغف ومحبة، مسيرة صناع المجد في هذه الأرض الطيبة، وهم يصنعون مجدا من وراء مجد.
من غيرهم؟ من.. غير المقامات السامية الثلاث: حضرة صاحب السمو الامير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. وصاحب السمو الأمير الوالد، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر.
«ليست كل القصة» -وهذا هو عنوان الكتاب- هو ليست كل قصة صناعة هذا الوطن الحبيب، ذلك باختصار لأن الأوطان لا يصنعها جيل واحد، وإنما تصنعها الأجيال: جيل من بعد جيل.
. وكما قلتُ: هذا الكتاب للتاريخ..
للأجيال المقبلة.
هو كتاب من شاهد على كيفية صناعة التاريخ.. والتاريخ لا يصنعه إلا الاستثنائيون، الأفذاذ..
هو كتاب، عن كيفية صناعة الاوطان..
وهو- في النهاية- كتاب امتنان من مجرد صحفي، لا يزال منفعلا ومتفاعلا، بكل الذي جرى ها هنا.. وبكل الذي لا يزال يجري.. وما كان وماهو كائن الآن، هو بكل المقاييس مثير للإعجاب، ومثير للدهشة.. ومثير للشكر الجزيل.
شكرا صناع المجد، ها هنا..
شكرا لقطر التي ألهمتني كيفية الكتابة عن المعجزات.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
01/05/2017
1261