+ A
A -
يبدو أن الفرنسيين قد قرروا أن يسكن قصر الإليزيه المرشح الوسطى، إيمانويل ماكرون لمدة رئاسية قادمة على الأقل، وأنهم آثروا أن يترأس فرنسا شاب لا يطارده ماض، وينتظره مستقبل مختلف، وربما ضجراً من وجوه فرنسية عتيقة، ومللاً من رتابة سياسات الطاعنيين في السن، بوقت تمر فيه فرنسا بظروف استثنائية، وبحالة أمنية تبعث على القلق، وتتطلب رؤى جديدة و أفكارا من خارج الصندوق، ومن ثم يتوقع في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية أن يتأكد المؤكد، وأن تخرج ماري لوبان زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف إلى تقاعد سياسي بعد إخفاق التيار الذي ورثت قيادته عن والدها في سكنى قصر الحكم الشهير.
الغريب في الأمر أن المزاج السياسي الفرنسي في اختياره ماكرون وصلت تأثيراته خارج فرنسا، فصار بالعالم من يتحدث عن جدوى إفساح الطريق أمام الشباب لتولي المسؤوليات وسدة السلطة بدلا من العواجيز وانه لابد من أن يطرق الربيع أبواب قصور الحكم، وان ينسحب الخريفيون من المشهد لأجل عالم شاب.
بعض آخر راح يذكر بقول هيربيرت هوفر، الرئيس الحادي والثلاثين لأميركا، الذي قال: «الرجال الأكبر سناً هم الذين يعلنون الحرب، لكن الشباب هم الذين يجب أن يقاتلوا وان يموتوا» مطالبين بأن تتبدل هذه المعادلة لصالح الشباب والسلام والأمن بالعالم.
فقيه دستوري مصري، علق من جانبه على نتائج الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية والتي أسفرت عن تأهل، إيمانويل ماكرون ومارى لوبان، للجولة النهائية المقررة في 7 مايو المقبل، بأنها تعيد رسم الخريطة السياسية في فرنسا.
وكتب في تدوينه على حسابه بـ «فيسبوك»: «ماكرون رئيس فرنسا القادم من مواليد 1977، يا عواجيز مصر أعطوا مصر لشبابها فقد ولى زمانكم».
لقد عودتنا فرنسا أن ينقل العالم عن بيوت أزيائها وعطورها ما تبتكره، فهل تبلغ خصلة تقليد مبتكرات باريس الاقتداء بمزاجها السياسي الشاب أيضا؟

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
01/05/2017
1329