+ A
A -
بدأ شهر نيسان حسب التسمية السريانية، وما زال الناس في سورية والعراق ولبنان يستخدمون هذا الاسم، وأحمد الله على أن اليوم الأول من هذا الشهر مضى على خير دون أن أتعرض لموقف مزعج مما يسمى «كذبة أبريل» وأنا من الذين يسهل الكذب عليهم في هذا اليوم، لاسيما إذا كانت الكذبة من النوع الخفيف المتقن.
وفي شرق المتوسط يعتبرون شهر نيسان شهر الربيع، أما الحادي والعشرون من مارس (آذار) فلا يلتزمون به، فهو أولاً تقسيم فلكي، وهو ثانياً مرتبط بمناخات أخرى، أما نيسان (أبريل) فربيع واضح جلي لا لبس فيه.
ويرتبط لدينا نيسان بالكذب في أوله، وهذا أمر سيئ قلدنا الغرب فيه، كما قلدناهم بأمور سيئة كثيرة أخرى، وليتنا قلدناهم في الالتزام والدقة والأمانة وصدق المعاملة وحب العمل وإتقانه وغيرها من أخلاق الإسلام التي نسيناها وتعلموها منا، وأتذكر دائماً قول الإمام محمد عبده «رأيت في أوروبا إسلاماً دون مسلمين، وفي بلادي مسلمين دون إسلام». كما يرتبط السابع عشر من نيسان بجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية عام 1946، ولا أعتقد أن أحداً في سورية الآن يفكر بالاحتفال بهذا اليوم، ولا بأي مناسبة احتفالية أخرى، حتى ولا بعيدي المسلمين (الفطر والأضحى) أو عيدي الميلاد والفصح للمسيحيين، فقد صارت الأحزان والآلام أكبر بكثير من أي محاولة لتجاوزها مؤقتاً لاصطياد لحظات فرح مسروقة.
لكنني اكتشفت أن نيسان (أبريل) أكبر من ذلك، وأنه مليء بالمناسبات، فقد كان العبريون القدماء يحتفلون بأوله كبداية للربيع، وبالخامس عشر منه لأنه تاريخ خروجهم من مصر، جاء في التوراة في سفر التـثنية «احتفلوا دائما بفصح الرب إلهكم في شهرالربيع ففي هذا الشهر أخرجكم الرب إلهكم من مصر ليلاً»، واحتفل به السومريون والآشوريون والبابليون، وقال الآشوريون إنه رأس السنة، ويقدس الصابئة المندائيون شهر نيسان، وفي 5 و6 نيسان كل سنة يغتسلون في الماء الجاري كنوع من «العماد الجماعي».
ويحفل نيسان بالأيام الدولية ومنها: اليوم العالمي للتوعية 4 نيسان، ويوم الصحة العالمي 7 نيسان، واليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء 12 نيسان، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف 23 نيسان، واليوم العالمي للملكية الفكرية 26 نيسان، ويوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية 29 نيسان، يوم التراث العالمي 18 نيسان، يوم الرقص العالمي 29 نيسان، يوم اللغة الصينية 20 نيسان تخليداً لذكرى مؤسس الأبجدية الصينية، ويوم اللغة الإنكليزية 23 نيسان تاريخ وفاة الشاعر والكاتب المسرحي الشهير وليام شكسبير.
كأن نيسان ليس شهر الربيع الحقيقي فقط، بل سلسلة من الاحتفالات العالمية.
بقلم : نزار عابدين
وفي شرق المتوسط يعتبرون شهر نيسان شهر الربيع، أما الحادي والعشرون من مارس (آذار) فلا يلتزمون به، فهو أولاً تقسيم فلكي، وهو ثانياً مرتبط بمناخات أخرى، أما نيسان (أبريل) فربيع واضح جلي لا لبس فيه.
ويرتبط لدينا نيسان بالكذب في أوله، وهذا أمر سيئ قلدنا الغرب فيه، كما قلدناهم بأمور سيئة كثيرة أخرى، وليتنا قلدناهم في الالتزام والدقة والأمانة وصدق المعاملة وحب العمل وإتقانه وغيرها من أخلاق الإسلام التي نسيناها وتعلموها منا، وأتذكر دائماً قول الإمام محمد عبده «رأيت في أوروبا إسلاماً دون مسلمين، وفي بلادي مسلمين دون إسلام». كما يرتبط السابع عشر من نيسان بجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية عام 1946، ولا أعتقد أن أحداً في سورية الآن يفكر بالاحتفال بهذا اليوم، ولا بأي مناسبة احتفالية أخرى، حتى ولا بعيدي المسلمين (الفطر والأضحى) أو عيدي الميلاد والفصح للمسيحيين، فقد صارت الأحزان والآلام أكبر بكثير من أي محاولة لتجاوزها مؤقتاً لاصطياد لحظات فرح مسروقة.
لكنني اكتشفت أن نيسان (أبريل) أكبر من ذلك، وأنه مليء بالمناسبات، فقد كان العبريون القدماء يحتفلون بأوله كبداية للربيع، وبالخامس عشر منه لأنه تاريخ خروجهم من مصر، جاء في التوراة في سفر التـثنية «احتفلوا دائما بفصح الرب إلهكم في شهرالربيع ففي هذا الشهر أخرجكم الرب إلهكم من مصر ليلاً»، واحتفل به السومريون والآشوريون والبابليون، وقال الآشوريون إنه رأس السنة، ويقدس الصابئة المندائيون شهر نيسان، وفي 5 و6 نيسان كل سنة يغتسلون في الماء الجاري كنوع من «العماد الجماعي».
ويحفل نيسان بالأيام الدولية ومنها: اليوم العالمي للتوعية 4 نيسان، ويوم الصحة العالمي 7 نيسان، واليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء 12 نيسان، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف 23 نيسان، واليوم العالمي للملكية الفكرية 26 نيسان، ويوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية 29 نيسان، يوم التراث العالمي 18 نيسان، يوم الرقص العالمي 29 نيسان، يوم اللغة الصينية 20 نيسان تخليداً لذكرى مؤسس الأبجدية الصينية، ويوم اللغة الإنكليزية 23 نيسان تاريخ وفاة الشاعر والكاتب المسرحي الشهير وليام شكسبير.
كأن نيسان ليس شهر الربيع الحقيقي فقط، بل سلسلة من الاحتفالات العالمية.
بقلم : نزار عابدين
