+ A
A -
• الحياة هي الساحة التي تضم في جوانبها وحناياها وزواياها ودولها وجوها وأمورا وحياة وفرصا قد تأتي إلينا مرة وقد تتكرر وقد لا تعود وبالمثابرة تعود..!

الفرصة تحتاج منا الانتباه إليها وانتظارها واستثمارها وتحويلها لواقع وما يخدم الأهداف..

قد تأتي لنا فرص كثيرة ونستثمرها ونستفيد منها إلا إن هذه الحياة بحجمها وضخامتها لا تخلو من أعداد وأعداء من البشر اللذين لا شغل لهم إلا الحسد وانتزاع الفرص من بين يد الغير لعدم الاستفادة والاستثمار والفرح بالفرصة التي جاءت إليهم..وقد يحولون طريقها من أن تكون أمامك!

• تختلف طبيعة الإنسان من شخص لاخر ولكن تتشابه إن كل إنسان يتمنى لنفسه وشخصه ومن معه من أهل وصحبة والخير والنجاح ولا يتمناه لغيره من منافسين أو اكثر منهم خبرة ونجاحا وتفوقا..أو أعداء!!

• في مجالات الحياة الواسعة وأماكن يكون فيه الإنسان مع مجموعة من البشر وضوضاء قد يمنعه من الاستماع لصوت الحق والصواب، وتنسيه ملذات الحياة والهبات معنى الإيثار والعطاء وتمني الخير لغيره كما يتمناه لنفسه..

• يغفل الكثيرون عن معاني الحديث الشريف..قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» أي لا يكمل أيمانه الكمال الواجب إلا بهذا، أين أهل الظلم والجهل عن هذا المعنى الإنساني العظيم؟ وإن عجزوا ليكفوا أذاهم وخططهم لمنع الخير للغير!.

• قد تأتي للإنسان فرصة لإعادة مظلمة ليبرئ نفسه بالدنيا قبل الاخرة ولا يكون من الظالمين لأنفسهم..قد تأتي للإنسان فرصة أن يمشي في حاجة أخيه يكشف عنه سوءا أو يدفع عنه ظلما،عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أظله الله عز وجل بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون عليه ويدعون له إن كان صباحا حتى يمسي وإن كان مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا حط الله عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة»، وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعان عبدا في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول الأقدام».

• الفرصة في هذه الحياة..قد تأتي ويكون صاحبها في غفلة..أو أن يكون مشغولا عنها..أو أن يكون في طريق وضع فيه من العقبات والعثرات ما يحول دون رؤية واقتناص الفرصة واستغلالها عندما تأتي أو تطل برأسها ومزاياها من بعيد...وقد تأتي ويقوم غيره بحجبها ومنعها..وقد تأتي الفرصة ولكن في وقت وظروف غير مناسب لقدومها وتستغرب توقيتها وأنت من كنت تنتظرها!

آخر جرة قلم:

فرص الحياة لا تتوقف ولا تعدم مع ثقة وتوكل الإنسان بخالقه ورازقه سبحانه ثم مع إرادة وإصرار الإنسان، ووجود أصحاب الضمير والرؤية والحكمة، تعود ويكون له نصيب منها متى ما اختار الإنسان التمسك والعمل عليها من أن تذهب من بين يديه ولا أن يأتي يوما ويحضن رأسه بكفه حزنا وندما على ما فات!

بما إننا نعيش في حياة أشبه ما تكون في وقتنا الحاضر بزمن الغاب وزمن المصالح وزمن يسود فيه الخطأ والظلم ليكون هو الاصل والصواب والعدل هو النقيض!

بما إننا نعيش ونملك أرواحا نقية شفافة وقلوبا تنبض وتتمنى الخير لها كما تتمناه لغيرها

بما إننا نعيش ونملك عقلا نميز به بين الخير والشر وبين الصواب والخطأ.

بما إننا بشر..ونملك الإدارة ونعمة الحرية في حركتنا وقولنا وتصرفنا..

لنكون على ثقة بالله ويقين ان الله لن ينسى عبده ولن يخيب آماله وإن طال زمن عودة الفرصة من جديد..وعودة الحق إلا إنها ستعود..بإذن الله..وتكون واقعا ماثلا متحققا..



بقلم : سلوى الملا

copy short url   نسخ
17/03/2016
6173