+ A
A -
استاذنا مازن حماد، الرجل الذي كان مديرا لتحرير صحيفة الوطن، مع انطلاقتها المدوية.. رجل وسيم الروح. كنز من المعارف خاصة فيما يتعلق بما كان يسمى ذات تاريخ عروبي، بقضية العرب المركزية.
زاملته وزاملني.. وزملني بمكارم: تعلمت منه أن اتكلم قليلا، وأتأمل كثيرا في الحياة والموت والمصير، وبالطبع ما يجري في هذا العالم المربك، الطيب والشرير، معا!
ما لم أتعلمه منه- وأنا رجل كثير التدخين، ان أكتفي في اليوم الواحد، بسيجارة واحدة، أو سيجارتين، على الأكثر.
هو يدخن، ولا يدخن..
وفلسفته ألا يكون عبدا للعادتين معا: التدخين وعدم التدخين!
مازلتُ عبدا للسيجارة وراء السيجارة.. لكن بالامس، اختطفني مازن حماد، من أكثر من سيجارة، وهو يكتب على حائطه في الفيسبوك، ما كيفني، ثم لم!
كتب مازن: «إلى الحكام: لم يبقَ بيننا أهبل، الكل عنده كمبيوتر وماكينات البحث لا تُخْفي نملة.. ونحن نعرف أكثر مما تعرفون، ففكروا مليا قبل أن تتصرفوا!
المعلومات تصلنا قبل أن تصلكم ولا توجد أسرار بعد اليوم. رجاء أخذ ذلك بعين الاعتبار!».
تلك رسالة مازن للحكام..
لكم أنت طيب يا صديقي- أبوسعد- وأنت تتوسم في الحكام أنهم يقرأون لنا. أنهم يقرأوننا، وأنهم لهم حوائط في الفيسبوك ومواقع التواصل الأخرى!
هم لا يتواصلون إلا مع تلك الاجهزة التي تحصي أنفاسنا، وتمدهم بالتالي بالتقارير التي تتكلم عن من لا يزال يتنفس، ومن خنقوا أنفاسه خنقا، و(وطبلوا) فمه بالطبلة (المسوكرة)!
هم- الحكام- يا أبو سعد، مازالوا يعتبرون أيا منا، أنه أهبل.
مساكين هُم، لو كانوا يقرأون لما كانت «ثورات الهبل» التي دكت عروش بن علي ومبارك والقذافي وعلي صالح، بماكينات الواتس أب، والفيسبوك، وتويتر، وغيرها من ماكينات كشف المستور.. وماكينات التواصل الأفقي الفسيح.. ماكينات التعبئة الجبارة للشعوب التي تعرف عن حكامها أكثر بكثير، مما يعرفون هُم عن أوطانهم!
نسيت أن أقول إن استاذنا مازن حماد، رجل متفائل..
لو لم (يكن هيك يا زلمة) ما كان قد أرسل عبر حائطه، رسالته تلك التي لن تصل إلى الحكام، إطلاقا!
أنا، (زول) متشائم يا ناس..
التشاؤم.. هو الصفة السلبية الوحيدة فيني التي لم يستطع ابن حماد، أن يخلصني منها، برغم كل أحاديثه عن مساويها..
مصائرنا البائسة مع الحكام الذين يعتبرونا «هبل»، هي سبب تشاؤمي.. وتشاؤم أمتنا، تلك التي تمتد من الماء إلى الماء، في كل هذه المساحة من اليباس، والبؤس، والبأس.
حبيبنا مازن حماد: عفوا.. تفاؤلك زاد من تشاؤمي!
بقلم:هاشم كرار
copy short url   نسخ
26/04/2017
1207